ميرولا نائب المدير العام
عدد المساهمات : 1057 نقاط : 2441 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/02/2014
| موضوع: ما هو رأى الكنيسة الأرثوذكسية فى كهنوت المرأة؟ السبت يوليو 05, 2014 11:41 am | |
|
ما هو رأى الكنيسة الأرثوذكسية فى كهنوت المرأة؟
مرجعنا الأول فى البحث هو الكتاب المقدس المرجع الثانى فى البحث هو تقليد الكنيسة وبخاصة فى عصورها الأولى على اعتبار أنها أخذت التعليم من مصادره السليمة من السيد المسيح والرسل فإذا بحثنا فى الكتاب المقدس وتقاليد الكنيسة القديمة نجد ما يلى: 1- عدم قيام المرأة بالتعليم فى الكنيسة: وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول: "لتتعلم المرأة بسكوت فى كل خضوع. ولكن لست آذن للمرأة أن تُعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت. لأن آدم جُبل أولاً ثم حواء. وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت فى التعدى. ولكنها ستخلص بولادة الأولاد إن ثبتن فى الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل" (1تى11:2-14). ونلاحظ أن تعليم القديس بولس الرسول فى هذا المجال قد قدم تبريراً لهذا المنع لا علاقة له بالظروف الاجتماعية السائدة فى ذلك الزمان ولا بالظروف الخاصة للكنيسة التى كان يرعاها تلميذه تيموثاوس، بل استند إلى أمور تخص الرجل والمرأة منذ بداية الخليقة وحتى قبل خروج آدم وحواء من الفردوس بسبب الخطية. فإذا علمنا أن المرأة لا ينبغى أن تعلم فى الكنيسة فمن باب أولى لا يجوز منحها درجات من درجات الكهنوت حيث أن الكاهن يمارس خدمة الأسرار إلى جوار التعليم وقيادة الكنيسة فى حدود مسئوليته. 2- الرجل هو رأس المرأة حسب تعليم الكتاب المقدس: يقول القديس بولس الرسول "أيتها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن فى كل شئ" (أف5: 22-23). كيف يمكن تطبيق هذا التعليم فى حالة منح الكهنوت للمرأة؟ كيف تخضع لرجلها فى كل شئ إن كانت هى التى تقوم بعمل القيادة والرعاية والتعليم؟ المفروض أن الخراف هى التى تخضع لراعيها والتلاميذ لمعلمهم والأفراد لقائدهم والأبناء لآبائهم. نحن نقرأ أيضاً: "ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل. ورأس المسيح هو الله. لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل" (1كو11: 3، 8، 9). 3- الكاهن يمثل المسيح نفسه: لقد أعطى السيد المسيح للرسل بسلطان الروح القدس فى الكهنوت أن يغفروا الخطايا على الأرض وأن يصالحوا الناس مع الله وأن يحملوا بركات الخلاص والفداء لجميع شعوب العالم، إذ صاروا وكلاء أسرار الله (1كو1:4). وصيرهم السيد كهنة على مثاله فى تقديم ذبيحة الفداء باستحقاق ذبيحة نفسه على الصليب صائراً هو نفسه رئيس كهنة إلى الأبد. وقد ربط معلمنا بولس الرسول بين عمله الكرازى فى التعليم وعمله الرسولى فى الكهنوت والأسرار وعبّر عن ذلك بقوله: "النعمة التى وُهبت لى من الله حتى أكون خادماً ليسوع المسيح لأجل الأمم مباشراً لإنجيل الله ككاهن ليكون قربان الأمم مقبولاً مقدساً بالروح القدس" (رو 15 : 15 ، 16). لا يستطيع أحد أن ينكر أن عمل الكهنوت هو امتداد لعمل المسيح الخلاصى على الأرض. ولهذا فالكاهن يمثل السيد المسيح فى رسالته الخلاصية. وقيل عن السيد المسيح أنه رئيس كهنة وليس رئيس كاهنات. ومن جانب آخر نلاحظ أنه لم يكن بلا ترتيب أن جاء السيد المسيح رجلاً وليس امرأة، لهذا يقول الكتاب "يسوع الناصرى رجل وقد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب آيات صنعها الله بيده فى وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون" (أع2: 22). السيد المسيح فقد ولد ذكراً إذ هو رئيس الكهنة الأعظم. وله الأبوة الروحية والرئاسة على الكنيسة كلها إذ هو رأس الكنيسة لهذا قيل عنه "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (أش9: 6، 7). فالوحى الإلهى هنا يعلن بوضوح أن هناك علاقة وثيقة بين الأبوة والرئاسة والقيادة والإرشاد. * 4- م يسبق فى التاريخ أو التقليد مثل هذا الكهنوت للمرأة: السيد المسيح نفسه اختار رسله من الرجال ولم يختر بينهم امرأة واحدة ولا على سبيل الاستثناء. بل سلم الكنيسة لاثنى عشر رجلاً، ثم أرسل إرسالية من سبعين رجلاً، وأوصى بالكنيسة لتلاميذه (مت28) و(مر16) وكلهم من الرجال. كذلك الآباء الرسل لم يختاروا امرأة واحدة لتصير كاهنة بل أقاموا جميع خلفائهم من الرجال فقط بلا استثناء واحد. * 5- العذراء القديسة مريم وعلاقتها بالكهنوت: العذراء مريم وهى أقدس إنسانة لم تتول أى عمل من أعمال الكهنوت ولو كان يحق الكهنوت للمرأة لكانت هى أولى من غيرها فى كل زمان ومكان. الذين يطالبون بالكهنوت للمرأة عليهم أن يتأملوا عملياً مثال العذراء مريم، التى ولدت الله الكلمة بالحقيقة وساهمت فى تنشئته -وهو رئيس الكهنة الأعظم- لكنها ظلت محتفظة بدورها الطبيعى كأم ولم تطالب بالكهنوت على الإطلاق.
6-الإفخارستيا والكهنوت: نلاحظ أن السيد المسيح قد سلم تقديس الإفخارستيا لتلاميذه الرجال الذى كلمهم حوله على مائدة الفصح وقال "اصنعوا هذا لذكرى" (لو22: 19).
7- منشأ الكهنوت: الكهنوت منذ بدايته كانت نشأته حسب ما ورد فى (خر1:13) "قدس لى كل بكر كل فاتح رحم". وكان المقصود بذلك كل بكر من الذكور بدلاً من الأبكار الذين افتداهم الرب فى أرض مصر ضرب جميع أبكار المصريين. ثم استبدل الرب الأبكار من الذكور بكل ذكر من سبط لاوى "وقال الرب لموسى عد كل بكر ذكر من بنى إسرائيل من ابن شهر فصاعداً وخذ عدد أسمائهم. فتأخذ اللاويين لى. أنا الرب. بدل كل بكر فى بنى إسرائيل فكان جميع الأبكار الذكور بعدد الأسماء من ابن شهر فصاعداً المعدودين منهم اثنين وعشرين ألفاً ومئتين وثلثة وسبعين" (عد3: 40-43). أما عدد اللاويين "جميع المعدودين من اللاويين الذين عدّهم موسى وهارون حسب قول الرب بعشائرهم كل ذكر من ابن شهر فصاعداً اثنان وعشرون ألفاً" (عد3: 39). ونظراً لوجود فرق فى العدد مقداره مئتين وثلاثة وسبعين فقد طلب الرب عنهم خمسة شواقل فضة لكل رأس (عد3: 47). ولو كان من الممكن منح الكهنوت للمرأة لكان الأولى أن يأخذ هذا الفرق من بين الإناث الذين ولدوا قبل باقى اخوتهم. 8- الكهنوت هو للرجال فقط: نلاحظ أن أنواع الكهنوت التى قدمها لنا الكتاب المقدس كلها من الرجال. سواء كهنوت الآباء البطاركة الأوائل مثل نوح وأيوب وإبراهيم وإسحق ويعقوب، أو الكهنوت الهارونى، أو كهنوت ملكى صادق، أو كهنوت الرسل وخلفائهم من الأساقفة كله كهنوت رجال وبهذا يكون كهنوت المرأة هو ابتداع فى الدين.
9- إنقسامات فى الكنيسة: لاشك أن هذا الابتداع فى الدين سوف يكون سبباً فى حدوث نزاعات تؤثر فى وحدة الكنيسة. سواء وحدة الكنيسة الأنجليكانية داخلياً، أو فى علاقتها مع الكنائس الأخرى. وهنا نحب أن نقول أننا كنا نتطلع نحو مزيد من التقارب بين كنائسنا لا إلى مزيد من التباعد.
10- نتائج المبالغة فى إعطاء حقوق للمرأة خارج إطار تعليم الكتاب: نحن نرى العالم يندفع مسرعاً نحو تعديل ما يختص بالتعليم الكتابى. حتى وصل الأمر بالمدافعين عن حقوق المرأة إلى محاولة فرض الإنوثة على اسم الله نفسه. ومنع كلمة أبانا أو أبوكم السماوى وهنا تغيير للكتاب فى مواضيع عديدة يختص بعضها بالأقانيم الإلهية وعلاقتها ببعضها، مثل علاقة الابن بالآب السماوى ويختص بعضها بالفداء وعمل المسيح الكفارى وأبوته الروحية كرئيس كهنة.
· 11- عقبات عملية : هناك عقبات عملية بالنسبة للمرأة فى فترات الحمل والولادة والرضاعة الأمور التى تأخذ بسببها بعض النساء الموظفات عطلات طويلة من وظائفهن. وربما يؤدى الانشغال بعمل الكهنوت إلى إهمال وظيفة ربة البيت تماماً بما فى ذلك تربية الأطفال.
للبابا شنودة
| |
|