لا تظلم أحداً
ﻳﺮﻭﻯ ﺃﻥ ﺻﻴﺎﺩﺍ ﻟﺪﻳﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﻭﻋﻴﺎﻝ ، ﻟﻢ ﻳﺮﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻴﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ، ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻳﻨﻔﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺎﺑﺮﺍ ﻣﺤﺘﺴﺒﺎ ، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻠﺒﺤﺮ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﺸﻲﺀ . ﻭﻇﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻞ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ، ﻳﺄﺱ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ، ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻵﺧﺮ ﻣﺮﺓ ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻭﻳﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ، ﻓﺪﻋﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﻣﻰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃ ﺑﺴﺤﺒﻬﺎ ، ﺃﺣﺲ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ ، ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮ ﻭﻓﺮﺡ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻭﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﺳﻤﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﺮ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ولكن
ﺿﺎﻗﺖ ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﺤﻜﻤﺖ ﺣﻠﻘﺎﺗﻬﺎ * * * ﻓﺮﺟﺖ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺿﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﺮﺝ
ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ، ﻭﻇﻞ ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ؟
ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ …
ﺳﺄﻃﻌﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ
ﺳﺄﺣﺘﻔﻆ ﺑﺠﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﺳﺄﺗﺼﺪﻕ ﺑﺠﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ
ﺳﺄﺑﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻨﻬﺎ
…… ﻭﻗﻄﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﺻﻮﺕ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﻠﻚ … ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻋﺠﺐ ﺑﻬﺎ . ﻓﻠﻘﺪ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻊ ﻣﻮﻛﺒﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻭﻳﻌﺠﺐ ﺑﻬﺎ ﻓﺄﻣﺮ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻫﺎ
ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ، ﻓﻬﻲ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻃﻌﺎﻡ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺩﻓﻊ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﺃﻭﻻ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺧﺬﻭﻫﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ … ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﺥ ﺃﻥ ﻳﺠﻬﺰ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﺻﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺩﺍﺀ ) ﺍﻟﻐﺮﻏﺮﻳﻨﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ( ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻓﻜﺸﻔﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻄﻊ ﺇﺻﺒﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻟﺴﺎﻗﻪ ، ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺩﻭﺍﺀ ﻟﻪ . ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ، ﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺪﻳﻨﻪ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺸﻒ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺑﺘﺮ ﻗﺪﻣﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﺎﺭﺽ ﺑﺸﺪﺓ
ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻞ ، ﻛﺸﻒ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ، ﻓﺮﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﻟﺮﻛﺒﺘﻪ
ﻓﺄﻟﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻴﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﺳﺎﻗﻪ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺃﻛﺜﺮ ... ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻭﻓﻌﻼ ﻗﻄﻌﺖ ﺳﺎﻗﻪ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺛﻨﺎﺀ ، ﺣﺪﺛﺖ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺬﻣﺮﻭﻥ . ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .. ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ .. ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻰ ﺃﺣﺪ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ : ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﻇﻠﻤﺖ ﺃﺣﺪﺍ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ : ﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺭﻋﻴﺘﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ : ﺗﺬﻛﺮ ﺟﻴﺪﺍ ، ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻇﻠﻤﻚ ﻷﺣﺪ .
ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩ .. ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻭﺇﺣﻀﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ .. ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻟﻠﺸﺎﻃﺊ ، ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻓﺄﺣﻀﺮﻭﻩ ﻟﻠﻤﻠﻚ
ﻓﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻗﺎﺋﻼ : ﺃﺻﺪﻗﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ، ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ؟
ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺑﺨﻮﻑ : ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺗﻜﻠﻢ ﻭﻟﻚ ﺍﻷﻣﺎﻥ
ﻓﺎﻃﻤﺄﻥ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻗﺎﻝ : ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻗﺎﺋﻼ
)) ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺍﻧﻲ ﻗﻮﺗﻪ ﻋﻠﻲ ، ﻓﺄﺭﻧﻲ ﻗﻮﺗﻚ ﻋﻠﻴﻪ ((
ﻻ ﺗﻈﻠﻤﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻘﺘﺪﺭﺍ * * * ﻓﺎﻟﻈﻠﻢ ﺗﺮﺟﻊ ﻋﻘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺪﻡ
ﺗﻨﺎﻡ ﻋﻴﻨﻚ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻣﻨﺘﺒﻪ * * * ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺗﻨﻢ