المحبة الخادمة فى حياة العذراء الطاهرة
*****************************
(1) أحـبـت بـيـت الـرب فـخــدمـــت :
------------------------------------------
† دخلت مريم العذراء الهيكل وعمرها ثلاث سنوات تنفيذاً لنذر والديها ، وظلت هناك حتى الثانية عشر من عمرها . وكانت هذه الفترة هى فرصة جميلة لها لكى تتمتع بالعشرة مع الله من خلال الصلوات والاصوام .....
† وهذه المحبة للرب وبيته انعكست على خدمتها : فخدمت فى الهيكل بكل ما امرها به الكهنة المسئولين عن الهيكل . ورغم ان خدمة الهيكل كانت خدمة شاقة [حيث كانت الذبائح دموية ، وما ينتج عنها من روث وقاذورات ومخلفات ... ] الا اننا لم نسمع ان العذراء مريم اشتكت من مشقة الخدمة او اتعابها !
† الخادم الذى يحب الرب ، يحب ان يخدم بيته (الكنيسة) ، ويحب ان يخدم المؤمنين لان كل مؤمن هو كنيسة .
(2) أحبت خطيبها يوسف فـخـدمـت :
------------------------------------------
† بعد بلوغ السيدة العذراء الثانية عشر من عمرها ، وحسب الشريعة لا ينبغى ان تمكث فى الهيكل ، فاختاروا لها رجل شيخ لتعيش فى كنفه وتخدمه ، هو يوسف النجار .
† وكعادة العذراء ، خدمت هذا الشيخ الكبير فى السن الذى لا يقوى على خدمة نفسه ، وظلت تخدمه حتى تنيح بسلام ...
† ليست هذه الخدمة من النوع السهل ، فمن الصعب على اى انسان ان يخدم شخص كهل . فالشيخوخة كثيراً ما تمنع صاحبها من الحركة ، وتدبير امور حياته ، وخدمة نفسه ... ولكن العذراء مريم احتوت كل هذه الصعوبات وخدمت خطيبها يوسف النجار .
(3) أحبت انسبائها وأقاربها فخدمت :-----------------------------------------
أ- كانت اليصابات نسيبتها ، كما قال لها الملاك فى (لو1: 36) . فقد كانت العذراء واليصابات بنات خالة (السنكسار 16 امشير) . وكانت العذراء تحب اليصابات ، ولذلك حينما سمعت من الملاك بأن اليصابات حبلى بابن فى شيخوختها " قامت مريم ... وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات ... " (لو1: 39، 40)† والذى يُظهر محبة وخدمة العذراء بالاكثر ، انها ذهبت لتخدم اليصابات بعد ان عرفت انها حبلى بالروح القدس ، وان ابنها سيكون عظيماً وابن العلى يًدعى ويعطيه الرب الاله كرسى داود ابيه ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية " (لو1: 31- 33) .
† حقاً ان خدمة الاخرين لا تتعارض مع مركز الخادم ، بل على العكس ، فكلما يُعطى الخادم الروحى ويُزاد ، كلما تزيد خدمته للاخرين اكثر فاكثر .
ب- وفى عرس قانا الجليل ، حيث كان هذا العرس لسمعان القانوى (الغيور) الذى اصبح فيما بعد تلميذاً للمسيح ، وهو نسيب العذراء مريم (كما جاء فى التقليد) ، وكان من عائلة غير غنية ، فانتبهت العذراء الى قلق العريس لان الخمر عندهم قد نفذ ، فقدمت الخدمة عن طريق تشفعها من اجلهم لرب المجد يسوع حيث قالت له " ليس لهم خمر" (يو2: 3) ، واعطتنا درساً جميلاً للخدمة وهو الطلب من اجل الاخرين واحتياجاتهم حتى يسددها لهم الرب .
(3) أحبت ابنها الوحيد وابنها الروحى فخدمت :---------------------------------------------------
أ- لقد احبت ابنها الوحيد يسوع المسيح الذى خرج من احشائها ، وكرست حياتها من اجله ، ولذلك خدمته كأم ترعى ابنها الوحيد ، واحتملت من اجله الكثير من الالام الجسدية والنفسية .
ب- واحبت ابنها الروحى ( يوحنا الحبيب ) حينما قال لها الرب يسوع من على الصليب " هوذا ابنك " " ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته " (يو19: 26، 27) . ويذكر التقليد ان العذراء مريم عاشت 9 سنوات فى افسس مع يوحنا الحبيب ، وكانت تخدمه و تذهب معه فى كل مكان يذهب اليه ليبشر حتى تنيحت بسلام .
(4) أحـبــت الــعــالــم كــلــه فــخــدمــــت :---------------------------------------------------
العذراء مريم أحبت ولا زالت تحب العالم كله ، ولم تنسانا ابداً افراداً او شعوباً ، والادلة على ذلك كثيرة من تاريخ الكنيسة فى الماضى والحاضر ، ومن ظهوراتها العديدة فى اوقات واماكن مختلفة ، ومن المعجزات العجيبة التى تصنعها مع الكثيرين دون تفرقة بين مسيحيين اوغير مسيحيين ...