شيخ يشعل نارًا في بيته!
في يونيو 1896 إذ كان شيخ ياباني يقف على عتبة بيته وبجانبه حفيده الصغير الذي يناهز العاشرة من عمره، حدثت زلزلة فجائية اهتزت لها أركان الجبل، لكن لم يسقط المنزل ولا المنازل المحيطة به، لأنها بُنيت بطريقة تقاوم الزلازل إلى حدٍ ما.
رفع الشيخ نظره نحو البحر، ورآه يطفو ويعلو ويمتد أميالًا. وبسابق خبرته أدرك أن المياه ترتفع لتبلغ إلى القرية ويكتسحها تمامًا.
لاحظ الشيخ أن أهل القرية قد وقفوا يتطلعون نحو البحر وهو يطفو، ولم يتخيل أحد منهم ماذا سيحدث.
طلب الشيخ من حفيده أن يحضر له مشعلًا مضيئًا. وإذ أخذه صعد إلى سطح المنزل، وأشعل نارًا في الحطب الذي يغطي المنزل. فصرخ الطفل مستغيثًا، إذ ظن أن الزلزلة قد أثّرت على جده فأُصيب بالجنون.
ولما رأى أهل القرية النيران تضطرم في سطح البيت أسرعوا من أسفل التل وصعدوا إلى حيث الحريق. وكان جرس الحريق يدق حتى سمعه كل الذين على الشاطئ.
وصل الشبان إلى المنزل وحاولوا إطفاء النيران، لكن الشيخ منعهم قائلًا: "دعوها تضطرم، لأني أريد أن يأتي إلى هنا كل أهل القرية". تعجب الحاضرون وسألوا حفيده عما جرى، فقال لهم: "لابد أن جدّي المسكين قد أُصيب بالجنون بسبب الزلزلة، لأني رأيته يضرم النار عمدًا!"
سمع الشيخ كلمات حفيده فعلق عليها قائلًا: "نعم أنا أضرمت النار عمدًا، لأني أريد أن أرى كل أهل القرية هنا".
وإذ حضر كل أهل القرية صرخ قائلًا: "أنظروا إلى البحر، وإذا بالماء قد ارتفع كجبل شاهق واندفع وصار يطفو ويطفو حتى بلغ القرية وكاد أن يصل إلى حيث الكل واقفين. وإذ تراجعت المياه لم تترك ورائها أثرًا للقرية. حينئذ فهم أهل القرية أن هذا الشيخ لم يفتكر فيما لنفسه بل فيما للآخرين. لقد أحرق جميع ما اقتصده في ماضي حياته كلها ليخلص أهل القرية!"
* إلهي أنت ترى ما لا أراه.
لم تحرق أثاثًا ولا بيتًا ماديًّا،
لكنك سلمت جسدك للموت.
جذبتني إليك حتى لا تكتسحني مياه الهاوية!
* عجيب أنت يا مخلصي في حبك!
حسبوا صليبك جهالة وعثرة!
أُتهمت بالضعف والفشل!
وأنت بحبك قدمت لي صليبك قوة للخلاص!