"قد فعلت وأنا أرفع ، وأنا أحمل وأنجى." (إش46 : 4)
إنها آية صغيرة لم تلفت نظرى من قبل ولكنى حين قرأتها بتمعن وجدت فيها معنى رائعا عميقا . . . فما أروع الله وما أرق قلبه وهو يواسي قلوبنا المتألمة قائلا: "نعم أنا الذى سمحت بهذا" ولم يقل هذا ويسكت بل يكمل "وأنا أرفع وأنا أحمل وأنجى" معلنا استعداده لتحمل نتائج كل ما يعمل.
➕ فهو لم يسمح بدخول الفتية فى الأتون إلا بعد ما أرسل أبن الآلهة معهم.
➕ ولم يسمح لدانيال بدخول الجب إلا عندما أرسل ملاكه ليسد أفواه الأسود.
➕ ولم يسمح للبحارة أن يلقوا يونان فى البحر إلا عندما أعد حوتا عظيما يبتلعه.
➕ ولم يترك الحجارة تنهال على رأس أستفانوس شهيده إلا بعد أن رأى تلسموات مفتوحة وابن الإنسان قائما عن يمين الله.
➕ وهكذا فى كل مرة يسمح الله بالتجربة لاولاده يكون مستعدا أن يرفع... ويحمل... وينجى... سواء على الأرض أو فى السماء، فلماذا إذا نحمل الهم ويملأ الحزن قلوبنا. فلنذهب إليه بثقة ونذكره بكلامه ولنقل له:
ها أنت فعلت ونحن فى أنتظار أن ترفع الحزن عنا ...
وأن تحمل المسؤلية معنا ... وأن تنجى من كل ضيق أنفسنا...
ولنثق أن وعده صادق وأمين ولا يترك كلمة لا ينفذها