حاجتنا إلى الحب
في كل مكانٍ نشعر بأزمة الإنسان، فالجميع يبحثون عن الحُب الضائع الَّذي تاه في زحام الحياة، وقد غطَّته المشاكل والمشاغل والهموم... قد يكون للمادة دور، لأنَّها كثيراً ما تجعل الإنسان لا يؤمن بغير ذاته، ولا يُكرم سواها، قد يكون للمادة دور لكنَّها ليست السبب الوحيد وإلاَّ لماذا يصرخ الأغنياء شأنهم شأن الفقراء؟!
عندما يضيع الحُب، تكثر وتتسع وتتشعب الطرق التي يسلكها الإنسان، فثمَّة طرق كثيرة كالشهرة والغِنى والسلطة .. إلاَّ أنَّ هذه الطرق أشبه بالصحارى الرمليَّة التي تبتلع المسافرين!! فما المنفعة أن نسير في طريق ليس في نهايته سوى بُحيرة من السراب الخادع أو الوهم الكاذب؟! أو يسير إنسان في ظلام الليل مُصغياً إلى همس الأشباح، ومُحدِّقاً إلى اللاشيء؟! أعتقد أنَّ الحكيم هو من يسير في المراعي الخضراء لا أن يهيم في الصحراء الجرداء!
فإذا صح أن يُقال: " لكل داء دواء "، فيجب أن نُسارع بحكمة لإيجاد الدواء الأمثل لمرضنا العِضال، يجب أن نُبادر إلى العثور على منفذ النور، وطريق يقود إلى الاستقرار النفسيّ، ويحل مشاكلنا المُتراكمة على عقولنا وقلوبنا، ! وكما أعتقد أن هذا الطريق هو الحُب، الَّذي يرفع الإنسان فيرى الكون مغموراً بأشعة السماء، ويسمع ترانيم الحُب والفرح والسلام..!
كاراس المحرقي