حين يواجهك الظلم باسلحته الدامية أصمت!!
حين يواجهك الظلم باسلحته الدامية أصمت . ......حين تتصايح حولك الاتهامات الكاذبة اسكت صد الهجمات بالروح الساكن فيك
يواجهنا العالم احيانا بظلمه ويهاجمنا بقسوة ووحشية .
ولا يكون لهجومه مبرر ، يهاجمنا لما نحن عليه لا لما نفعل .
لا رد على عمل لم يعجبه قمنا به بل تهجم علينا لاننا لسنا منه .
قال المسيح : " لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ ............ لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ. " وقال ايضا : " إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. " ( يوحنا 15 : 18 )
ونغضب ، تمتلأ قلوبنا بشعور قاس بالظلم فتغضب ، ونحاول ان نرد الاعتداء بالدفاع ، ندافع عن انفسنا بقوة ، نصد الهجمات ، نتراشق بالسلاح . السلاح الغاشم لا بد ان يقابله سلاح يصده .
هذاما فعله بطرس حين غزا الجند والخدم والجموع بستان جثسيماني . جاؤوا ليمسكون بيسوع ليصلبوه وواجههم بطرس بسيفه وضربهم . وقال له المسيح : " رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ " ( متى 26 : 52 )
ووقف المسيح مقيد اليدين مجروحا مهانا موثقا أمام بيلاطس الوالي ، وكان اليهود والكهنة والجموع يشتكون عليه ، يدعون ويشهدون كذبا عليه .
وسأله بيلاطس : " أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟ " هذا الادعاء الصارخ حولك ؟
أتسمع ، أترى كل هؤلاء الذين حولك يطلبون صلبك ؟ أترى ذلك كله ؟ وكان المسيح يرى ويسمع لكنه لم يجب بشيء .
الاصوات الصاخبة حوله تكذب وتتهم اكذب التهم واحقرها . والانظار حوله تطعن والايادي ترتفع وتتحرك وتهدد .
كان المسيح يستطيع ان يدحض كل ادعائاتهم . كان يقدر ان يرد كل هجماتهم ويصد كل اقوالهم . نفخة منه تفنيهم . كلمة منه تهلكهم ، حركة منه تمحيهم من الوجود .
في يده كل قوة في السماء وعلى الارض . تحت سلطانه جند السماء وملائكتها . وما يواجهه ظلم ، حقد بلا سبب ، كراهية وغل وبغضة فاجرة . لكنه واجه ذلك كله بصمت بسكون بصبر بوداعة بطول اناة .
ولو تمعنا في ذلك المشهد لوجدنا الظالمين يرتجفون ويرتعبون ، والمظلوم يصمد بقوة بثبات وشجاعة وقوة وصلابة .
حين يواجهك الظلم باسلحته الدامية أصمت . حين تتصايح حولك الاتهامات الكاذبة اسكت . صد الهجمات بالروح الساكن فيك .
الروح الذي يثمر محبة فرحا سلاما طول اناة . لطفا صلاحا ايمانا وداعة تعففا. هكذا تدحر الظلم وتغلب كما دحر المسيح الظلم وغلب .