ميرولا نائب المدير العام
عدد المساهمات : 1057 نقاط : 2441 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/02/2014
| موضوع: القلب الكسير الأحد نوفمبر 23, 2014 11:38 am | |
|
القلب الكسير
القلب الكسير الذي نقصده هنا هو القلب الذي يشعر صاحبه انه مثقل بالذنوب والخطايا وهو مقيد اليها بسلاسل ثقيلة لا يستطيع الفكاك منها فهو عبد ذليل لها يشعر بحاجته الشديدة الى من يأخذ بيده ليفك أغلاله ويطلق اساره ، هو القلب الذي يقف أمام الله في خشوع لا يستطيع أن يرفع عينيه الى السماء لشعوره بعدم استحقاقه الى النظر الى ذاك الذي فداه بل وعدم استحقاقه حتى لمخاطبته بذاك الأسم الحبيب : ( أبانا )
هو القلب الذي يؤمن بأن من قدم نفسه على الصلبيب وأراق دمه الطاهر من أجل فدائه قادر على انتشاله من خطاياه فهو لذلك وفي كل صلاة يقف في ذل وانكسار ضارعا بدموع غزيرة طالبا الخلاص بقوة ذاك الذي قال ( روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة ) ( لوقا 4 : 18 )
وصاحب القلب الكسير هذا هو من أولئك المأسورين من ابليس وهو لذلك ولايمانه بقدرة المخلص فانه يصرخ اليه في تواضع وانسكار طالبا تنفيذ وعده باطلاقه من أسر الخطيئة مؤمنا أن القلب المنكر والمتواضع لا يرذله الله والرب قادر أن يشفي منكسري القلوب ويجبر جميع كسرهم ونقول لصاحب هذا القلب المؤمن : طوباك لأنك معترف بخطااياك والرب يسوع أمين وعادل حتى يغفر لك خطاياك ويطهرك من كل أثم ونقول لك أيضا : بشراك فان لك ملكوت السماوات فانه له المجد قال ( طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات ) وقد أعد لك مكانا في الملكوت بين الملائكة والقديسين .
ونوع آخر من القلوب الكسيرة هو ذاك القلب الذي وقع عليه الظلم من آخرين قد يكونوا من ذوي السلطة أو الجاه أو مسموعي الكلمة فافتروا عليه بدافع الحقد لموهبة قد يكون الله قد أنعم بها عليه فأنبروا لمحاربته والحط من شأنه وتحقيره فهو لذلك كسير القلب لا يستطيع أن يرد الظلم عن نفسه لأنه في وضع أخلاقي لا يمكنه من ذلك اذ أنه يريد أن يعيش للرب يسوع الذي كان اذا شتم لا يشتم عوضا وهو - أي صاحب القلب الكسير - لو كان في وضع يمكنه من رد الظلم عن نفسه لما استغل أولئك الحاقدون ضعفه ووداعته ولما افتروا عليه ظلما وجورا و هو لذلك ربما يعتزل الآخرين وينزوي بعيدا يجتر أحزانه في صمت وقد اعتصر الحزن قلبه وترقرقت الدموع في عينيه تحكي ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وقد اختلت الموازين في فأصبح البريء مذنبا والمذنب بريئا وهو في هذه الحالة ميت معنويا بل ويموت كل يوم لشعور الظلم وظالميه هم قاتليه وصاحب هذا القلب ربما ينطبق عليه وصف ( أخوة الرب الأصاغر ) الذين قال عنهم رب المجد ( كل ما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم )
ولصاحب هذا القلب الكسير نقول ( طوباك لأنك شابهت في ذلك رب المجد الذي وقع عليه ما وقع عليه من ظلم و لكنه تذلل ولم يفتح فاه فقد تألمت معه واحتملت الظلم ناظرا الى رئيس الأيمان ومكمله ونقول لك أيضا : بشراك لأن لك ملكوت السماوات فانك من أولئك الذين قال لهم رب المجد : ( طوبى لكم اذا طردوكم وعيروكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذين افرحوا وتهللوا فان أجركم عظيم في السماوات ) وقد أعد لك مكانا في الملكوت بين الملائكة والقديسين .
ولكل أصحاب القلوب الكسيرة ولكل النفوس الحزينة التي تعاني من أجل حياة الفضيلة والطهر والنقاء نقول لهم قول الرب يسوع ( طوبى لكم أيها الباكون الآن لأنكم ستفرحون )
لأنه قد أعد لكم مكانا في الملكوت بين الملائكة والقديسين .
| |
|