بناءً على الاختيار يتحدد نهجنا في الحياة!
يُحكى عن فتاة وُلِدت بستة أصبع في كل يد، ورغم أنَّها تمَّ عرضها على (500) جرَّاح إلاَّ أنَّها لازالت تُعاني من التشوّة، وفي المرحلة الثانوية قد ارتبطت عاطفياً بلاعب كرة ولكنَّها لم يُثر اهتمامه، فلمَّا وصلت إلى سن السابعة عشرة قالت: من حقِّي أن أقول دعوا جسدي لحالة!
وقد شجعتها أسرتها وأصدقائها على ذلك، وفي يومٍ كانت جالسة مع زميلٍ لها، وبدأ الحديث عن حفلة نهاية العام..
وفجأة قال لها: هل لازالتِ تُحبين شارل؟! نعم، ولكن هو لا يُحبك!
قالت سأحاول أن أكون عضوة بفريق التشجيع وأصبغ شعري باللون الأصفر.. لكي أجذب انتباهه!
أنتِ لا تفهمين حقيقة الأمر، فشارك لا يُحبّك لأنَّ يداكِ مشوهتان!
وتمرْ سنوات.. وتُصبح مادونا مدرسة ابتدائي، وفي أول يوم طلبت من الطلبة أن يكتبوا حرف (ِA)، فانشغل الطلبة بالكتابة، فلاحظت طفلة لم ترَ مثلها في الجمال، تكتب كما تكتب هي تماماً، بوضع صابع فوق صابع! فذهبت إليها بهدوء على أطراف أصابعها، حتَّى لا يُلاحظ الطلبة شيئاً، ثمَّ نظرت إليها بتعجُّب شديد جداً وقالت لها: لماذا تستخدمي أصابعك هكذا يا فيرجينا؟! فنظرت إليها الطفلة البريئة والجميلة وقالت: أُريد أن أُقلِّدك!
إنَّ الطفلة الصغيرة لم ترَ يد معلتها عاهة، ولا طريقتها في الكتابة غلط بل رأتها خاصية وميزة وأرادت أن تكتسبها لنفسها! ونحن في كل واحد منَّا شيئاً يعتبرة الجميع أمراً غريباً أو بمعنى آخر عاهة!
وقد نرى ما بنا على أنَّه عاهة أو خاصية نتميز بها.. وبناءً على الاختيار يتحدد نهجنا في الحياة! والأفضل أن نقول خاصية وليس عاهة!