الخوف المقدس
لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ. 1يو 4 : 18
فال القديس أنطونيوس لتلاميذه "أنا لا أخاف الله" فلما قالوا هذا القول صعب يا أبانا، قال لأنى أحبه. والمحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج.
أن الإنسان البعيد تماماً عن الله، أى الذى لم تتعامل معه النعمة لا يوجد عنده لا خوف من الله ولا محبة لله.
وحينما يستيقظ هذا الإنسان على حالته القاسية يبدأ بأن يكون عنده خوف بلا محبة، ثم ينضج فتختلط مشاعر الخوف والمحبة. وكلما تكمل المحبة يخرج الخوف.
الخوف الذى يقصده الرسول هنا هو الخوف من العقاب فى جهنم، وهذا هو خوف المبتدئين، أما الأبرار فهم يخافون الله إذ يهابونه، بل الملائكة تهاب الله.
الخوف المقدس هو أننا نخاف أن نسىء لله المحب. ومن يحب الله حقيقة لن يعود يخاف ممن يحبه وقد شعر بمحبته ولن يخاف حتى من الأعداء فى هذا العالم ولا من مصادمات الحياة وإحتمالات المجهول، لأنه سيترك كل هذا للمسيح ويسلك فى سلام وشركة مع المسيح.
لأن الخوف من عقاب جهنم والدينونة هذا لا يتفق مع أفراح المحبة، فمحبة الله تملأ القلب فرحاً وسلاماً.
وحقاً من يحب الله لن يشعر بهذا الخوف ، بل سيكون عنده خوف مقدس، يجعله يخاف أن يعمل الخطأ لئلأ يحزن قلب الله فينفصل عنه فالنفس الخالية تماماً من الخوف هى نفس مستهترة، لم تنفتح أعينها على الله، لذلك يقول بولس الرسول "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (فى 12:2)
ويقول داود النبى "خوف الرب نقى ثابت إلى الأبد" (مز9:19). وهذا النوع من الخوف ليس له عذاب بل يملا القلب فرحاً وسلاماً.