ميرولا نائب المدير العام
عدد المساهمات : 1057 نقاط : 2441 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/02/2014
| موضوع: المتألمون في الأرض الخميس ديسمبر 11, 2014 1:07 pm | |
| المتألمون في الأرض " أُعطِيتُ شوكة في الجسد " (2كو7:12)" تكفيك نعمتي " (2كو9:12) إن قطعة من الحديد لا يتعدي ثمنها ثلاثة دولارات إذا حولتها إلى:
(حدوة فرس) أصبح ثمنها 10 دولارات,
وإذا صنعت منها (إبراً) أصبح ثـمنها 350 دولاراً,
وإذا صنعت منها (أدوات منزليه) أصبحت قيمتها 4000 دولار,
وإذا صنعت منها (تروساً للساعات) فإن ثـمنها يصل إلى 250 ألف دولار.
فما سر هذه القفزة الكبيرة في قيمة هذه القطعة من الحديد من ثلاثة دولارات إلى مائتين وخمسين ألف دولار؟
بلا شك إن السبب يرجع إلى التهذيب والصقل الذي مرت به هذه القطعة من الحديد, فكلما زادتـهذيبها وصقلها كلما زاد ثمنها.
وهكذا كلما تنقي الإنسان بنار التجارب والآلام تزداد قيمته ويرتفع ثمنه أمام الله.
إن الآلام التي نعاني منها فوق هذه اليابسة ونتقبلها بفرح وشكر هي طريقنا إلى السماء, والجسر الذي نعبر عليه إلى المجد الخالد.
"لأنن إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه" (رو17:
إن التائب الراجع إلى الله بعد حياة حافلة بالشرور يكون جزاؤه مثلا المجاهد ضد الخطية كل أيام حياته, أو مثل الشهيد الذي تعرض للعذاب وتقطع أعضاؤه ووضع جسده في الزيت المغلي وإلقائه للوحوش.
فكل متألم في الأرض سينال الأجر السمائي على قدر تعبه واحتماله للألم كما قال الرسول بولس: "أن نجماً يمتاز عن نجم في المجد" (1كو41:15), وكما قال الرب يسوع: "في بيت أبي منازل كثيرة" (يو2:14).
إن الشجر الذي يتعرض للعواصف والزوابع هو دائماً أقوي وأكثر ثباتاً في الأرض. من الذي ينمو بعيداً عن الرياح .. هكذا نحن كلما تعرضنا لعواصف التجارب ورياح الآلام نثبت في الطريق الروحي وفي محبة الله. ونصبح مثيئين أكثر لتتميم مقاصده وصرنا أكثر بركة وتعزية للآخرين.
يا عزيزي
الإيمان لا ينمو مطلقاً في جو الراحة .. مباركة هي الضيقات فهي تحمينا من العلاقة السطحية مع الله .. وتعطينا فرصاً ذهبية لاختبار قوته واقتداره.
إن النفس تشبه الحديد, فإذا أهمل أكله الصدأ, وإذا حمي بالنار تنقي.
إن الراحة لا تخلق أبطالاً
والـمتعة لا تخلق قديسين
المتألمون في الأرض
تأليف: راهب من جبل أنطونيوس
| |
|