يستحيل عليّ أن أرتفع إلى سماواتك!
لكن حبك أنزلك إليّ، يا أيها الكلمة الخالق!
حللت على أرضي، لترافقني رحلتي!
*تجسدك أعلن حبك العجيب لي،
ألهب قلبي، فصرت متعطشًا إليك يا واهب النعم!
أنت حياتي، بدونك لا وجود لي.
أنت نوري، بدونك أبقى في ظلمة فسادي.
حسبتني من خاصتك، ونزلت إليّ لألتصق بك!
*أقمتني بنعمتك الفائقة،
كل نعمة من عندك تسحبني لأتمتع بفيضٍ جديدٍ من النعم.
وهبتني وجودي من العدم،
أنعمت عليّ بصورتك ومثالك،
قدمت لي الناموس عونًا، يقودني للشعور بالحاجة إليك.
أخيرًا، قدمت لي ذاتك يا واهب النعم!
فتحت عيني لأشاهد مجد جلالك!
بهاؤك يعلن لي أنك ابن الله الوحيد!
*انفتحت أذناي لأسمع النذير، الصوت الصارخ في البرية!
يا له من صوت يدوي كما في صحراء قاحلة،
لكنه صوت عذب، يسبقك أيها الكلمة الإلهي.
صوته يعلن عن الحق،
أنك أزلي، واحد مع أبيك.
صوته يعلن عجزه عن أن يحل سيور حذائك،
لأنه بقي سرّ تجسدك غامضًا حتى تممت الخلاص بالصليب.
اسمح لي أن أتقدم وأحل سيور حذائك،
حيث يكشف لي روحك القدوس عن أسرار خلاصك!
*عرفك الجنين يوحنا فصرخ متهللًا.
سمعت أليصابات صوته في داخلها، فانفتح لسانها بالتسبيح!
لكنه حسب هذه المعرفة كلا شيء بعدما تمتع بعمادك!
عرفك أنك أنت تعمد بالروح القدس الناري.
أنت وحدك تغسل النفس بماء فريد،
وتلهب القلب بنار روحك القدوس.
*سحب نذيرك عيون الكل إليك، صارخًا:
هوذا حمل الله الذي طالما اشتاق الأنبياء إليه!
هوذا حمل الله موضع سرور الآب!
*سُرّ يوحنا حين انسحب تلاميذه إليك ليمكثوا معك.
وتهللت نفسه، إذ رأى كل تلميذ يشهد لك.
تحركت قلوبهم لتسحب بعضها البعض إليك.
مع نثنائيل ترك الكل ظلال شجرة التين اليابسة،
وجاءوا إليك ليروا ملائكتك تصعد وتنزل عليك!
رأوا السماء مفتوحة، والسمائيون يشتهون أن يخدموك!
نعم وأنا قلبي متعطش إليك،
لن يرتوي إلا بك، يا مصدر النعم!