هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هصلي مهما حصلي
اشكر الاخت ميرولا علي تعبها معي طوال هذه المدة واسف اني لن استطيع ان اشيل خدمة منتدي انا والاخت ميرولا لوحدنا لذلك قررت عدم الكتابة مرة اخري الله يحرسكم ويرعاكم
عدد المساهمات : 1668 نقاط : 4363 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/01/2012 العمر : 52
موضوع: أنت نسيت الغلابة ولاَّ إيه؟! الجمعة يناير 09, 2015 6:30 pm
فى اليوم السابق لعيد الميلاد خرج كاهن ومعه خادماً، لتوزيع عطايا العيد على المحتاجين فى القرية، وبعد ان طافا بالبيوت التى يقصدونها بقى بيت صغير فذهبا إليه وفي الطريق كانا يتساءلان: من سيفتح لنا الباب؟ فالسيِّدة التى تقيم فى البيت مقعدة، والوقت قد تأخّر، فلمَّا وصلا طرقا الباب، وعلى غير المتوقّع وجدا السيِّدة تفتح لهما، وقد تشددت رجلاها، فأعطياها عطيّة العيد فشكرتهما، وعندما همَّا بالانصراف امسكت بهما وأصرّت على دخولهما، وعندما دخلا اشتما رائحة ذكية بل رأيا نوراً واضحا فى الكوخ لم يعرفا مصدره! فلمَّا رأت السيِّدة علامات الدهشة ترتسم على وجهيهما قالت لهما: أنا أعيش مع ابنى فى هذا الكوخ ولكنّي لا استطيع القيام باحتياجاتى، لأنَّ ابنى يقضى معظم الوقت خارج المسكن وأُعانى من الاحساس بالوحدة لقلّة من يأتون لزيارتي، وليس أمامى إلاَّ الصلاة وطلب المعونة من الله حتى يرفع عنى الإحساس بالوحدة ويعطينى شيئا من السلام والراحة، واليوم بعدما خرج ابنى ازدادت مشاعرى بالوحده والعزلة لأنه فى هذا اليوم يستعد الجميع للاحتفال بالعيد، ويلبسون الملابس الجديده ويلتقون فى الكنيسة بالمسيح ويفرحون بميلاده، أمَّا أنا فأرقد وحيدة ولا أشعر بأفراح العيد، فأخذت أُصلِّي وأُعاتب المسيح لأنَّه تركنى وحيدة، وكانت صورة المسيح الطفل الذى تحملة السيِّدة العذراء مُعلَّقة أمامى على الحائط، فنظرت إليه وعاتبته قائلة: أنت نسيت الغلابة ولاَّ إيه؟! ولماذا لم يزرنا أحد والعيد دخل علينا؟!
وبينما كنت أنظر إلى الصورة بعتاب ودموعى تسيل من عينى، خرج المسيح من الصورة، واقترب منِّى ومسح دموعى وقال لى: كل سنة وأنت طيبة! فشعرت بفرح ورهبة لا أستطيع أن أُعبِّر عنهما، وشعرت فى نفس الوقت بقوّة تسرى فى كيانى فتشدَّدت رجلايّ الضعيفتان وقمت منتصبة، وبعد أن اختفى المسيح ترك فى البيت نورة الجميل ورائحتة الزكية، ولم يمضِ وقت طويل حتى وجدت طرقاتكم على الباب فتعزى الكاهن والخادم وشكرا الله الذي شجعهما ليزورا هذا البيت الذي هو أشبه بكوخ حقير، ولكنَّه صار أعظم مسكن فى القرية! وكما بارك قديماً مذود بيت لحم، المكان الذى لا يتوقع أحد أن يولد فيه إنسان! فقد بارك الان هذا المكان.