كان لأم إنجليزية ابن متميِّز بمواهب خاصة، حصل على عدة شهادات في الطب بدرجات متفوِّقة من جامعة أكسفورد، ووَهَبَ حياته للعمل في المناطق الحربيَّة، وفى أحد المعارك أُصيب وتوفي. حلمت والدة هذا الطبيب حلمًا غريبًا فحواه أن ملاكًا أتى إليها وأبلغها أنه قد سُمِح لولدها بالعودة إليها لمدة 5 دقائق (في مشهد له في العالم قبل انتقاله).
قال لها الملاك: ”عليكِ أن تختاري أي خمس دقائق، هل تكون أثناء تسلُّمه شهادات الدكتوراه في الطب، أم أثناء ساعات بطولاته وانتصاراته في المعارك الحربية؟“
أمَّا الأُم فلم تتردَّد بل أجابته للتوِّ: ”إن كان قد سُمح لي بعودته لخمس دقائق، فلا أفضِّل الأُولى أو الثانية، إنني أُفَضِّل أن أرى ابني وهو طفل صغير عندما خالفني ذات يوم، ثم جَرى مندفعاً بعد ذلك في الحديقة وهو غاضب وثائر، ولكن من لطفه وجماله عاد إليَّ للتوِّ وألقى بنفسه في أحضاني وهو يعتذر عمَّا صدر منه، كان وجهه أحمر من الخجل وهو ممتلئٌ دفئًا، وعيناه ممتلِئتين من الدموع، كان منظره صغيرًا جدًّا وجذابًّا بقوة. لقد رأيتُ حُبّه لي في عينيه وكنتُ أشعر بمحبته بينما يداه تحتضناني وتُطوِّقاني بقوة! كم أدفَأَتْهُ محبتي في تلك اللحظات وأنا أغمره بقبلاتي! إن كنتَ تسمح بعودته لي لخمس دقائق، فلتكن لقائي بابني حبيبي التائب“.
لا شك أن دموع التوبة تجلب أعظم مسرَّة إلى قلب أبينا، يقول الرب: «يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب» (لو 15: 7).
لن يوجد بين كل النائحين من يتعزى للتوِّ أكثر ممَّن ينوحون على خطاياهم «طوبى للحزانى لأنهم يتعزون» (مت 5: 4). سوف يتعزون بسلام وسرور يفوق كل الإدراك البشري.