[rtl][size=48]الســـــعــا د ة فى المسيحية 
هل يستطيع الإنسان ان يتوصل إلى السعادة الكاملة (المطلقة) على هذه الأرض؟  ما هي السعادة؟  كيف نحصل عليها؟  عندما تلتقي مع شخص وتسأله عن السعادة فالجواب يكون ليس على هذه الأرض سعادة لان الإنسان عندما يبكت على خطية يشعر بالحزن وعندما لا يعرف المستقبل لحياته يشعر بالحزن وعندما يواجه المشاكل تمر عليه غمامة من الحزن، وعندما يتشاجر مع إنسان آخر يمتلئ من الغضب وتتقهقر السعادة تاركة ورائها حزن داخلي. لقد ظن البعض ان السعادة بالزواج ولكن بعد مضي شهر العسل تبدأ مشاكل الحياة وتجد ان في الزواج بعض السعادة ولكن مشاكل الحياة الزوجية تمحي هذه السعادة لتحل محلها في بعض الأحيان جحيم.  والبعض يظن ان السعادة هي في الحفلات وحضور الأفلام السينمائية، وفي عصرنا الحاضر يظن البعض ان في الخمور والمخدرات تكمن السعادة ولكن بعد ان ينتهي الإنسان من الحفلة يرجع إلى البيت ليرى نفسه أمام نفس المشاكل التي كان يهرب منها.
لقد فتش على السعادة شعراء وقواد ورؤساء وملوك وأغنياء وفقراء دون جدوى.  لماذا؟  لأنهم لم يعرفوا ما هي السعادة، لم يعرفوا السر وراء السعادة، لم يعرفوا بأن السعادة هي الحصول على السلام في القلب مع الله.  العداء هو السبب في عدم الحصول على السعادة، ولما كان الإنسان قد اصبح عدو الله لا يمكنه أبدا ان يكون في سلام مع الله، العداوة مع الله تسبب الفشل في الحصول على السعادة في القلب. وعلى هذا الأساس قال بولس الرسول "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح." رومية 5: 1 . "طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم." رومية 7:4
السعادة الحقيقية لا يحصل عليها الإنسان على الأرض ولكنه سيحصل عليها عندما يدخل السماء، ولكن عندما يتأكد الإنسان بأن خطاياه قد غفرت يحصل على سعادة تفوق كل أنواع السعادة التي يحصل عليها بطرق أخرى،وهذه السعادة تدوم "طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم." أي ان هذا الإنسان الذي غفرت خطاياه هو سعيد، قد تسأل، كيف تعرف هذا؟ إنني اعرف لأنني عندما آمنت بيسوع المسيح بأنه هو ابن الله الذي مات من اجلي على الصليب وسفك دمه لمغفرة خطاياي وبالإيمان علمت بأن خطاياي قد غفرت، شعرت بالسعادة الحقيقية داخل قلبي وعرفت بأنني سأذهب إلى السماء حيث سأحصل على سعادة اكثر من هذه السعادة الأرضية.
لقد بنى الله في كل إنسان بيتا صغيرا من أربعة غرف وعمل الله هذه الغرف لكي يسكن فيها هو بنفسه، ولكن الإنسان طرد الله من قلبه ووضع فيه الغش والخداع والسرقة والكذب والزنى والفحشاء والقتل، والبعض دعا الشياطين لتسكن فيه، وغضب الله على الإنسان.  الإنسان يشعر في قلبه بالفراغ وبالحزن ويريد ان يطرد هذا الحزن ولا يعرف له سبيلا.  الإنسان يحب السعادة ويفتش عنها ولا يجدها، والبعض يظن بأنه سيجدها بالمال ولكن بعد الحصول على الملايين يكتشف بأنه غير سعيد، والبعض يظن بأنه سيجدها بالزواج ولكن بعد شهر أو شهرين يكتشف ان السعادة ليست بالزواج لا يمكن للإنسان الحصول على السعادة إلا عندما يكون قلبه سعيدا. 
لقد جاء رجل إلى كاهن مرة وقال إنني حزين أيها الكاهن ولست سعيدا، أريد ان تدلني على السعادة،  فقال له الكاهن أنا مثلك ولكن يوجد الليلة مهرج وقد اشتريت تذكرتين وأريد من يرافقني إلى الحفلة، ويقولون عن هذا المهرج بأنه اشهر المهرجين في العالم، فتعال معي لنتفرج هذه الليلة وننسى الفراغ الذي في قلوبنا، فقال له الرجل لا اقدر ان اذهب معك فأصر الكاهن وقال له لماذا لا تذهب معي هذه التذكرة أقدمها لك مجانا، فأجاب الرجل وقال له جئت اطلب علاجا للحزن ولم اطلب منك الذهاب إلى حفلة فقال الكاهن ولكن هذا هو العلاج الوحيد الذي عندي أقدمه لك فتعال معي الليلة، فقال الرجل لا أستطيع ان اذهب لأنني أنا هو المهرج. 
ان هذا المهرج استطاع ان يضحك الملايين ولكن قلبه يبكي دائما، ويوجد ملايين من الناس الذين يضحكون ولكن قلوبهم تبكي لأنها لا تعرف معنى السعادة الحقيقية.  لماذا لا تأتي يا صديقي العزيز للحصول على السعادة الحقيقية اليوم؟  ان الإنسان لا يستطيع ان يحصل على السعادة الحقيقية إلا عندما يطلب من يسوع ان يخلصه، لقد قال الكتاب المقدس "لأنك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك ان الله أقامه من الأموات و إعتمت خلصت لان القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص." رومية 9:10و10.[/rtl][/size]