استيقظ ايها الخادم
+
انسى متاعبك
 
إن يسوع و هو حامل صليبه تبعه جمهور كثير من النساء كن ينحن و يلطمن عليه فإلتفت إليهن يسوع و قال لهن: "يا بنات اورشليم لا تبكين علي بل ابكين على انفسكن و على اولادكن" (لو 23: 28) فلم تكن آلام المسيح كافية أن تنسيه إرشاد الناس و تعليمهم .
 
أخى الخادم:
لا تجعل مشاكل الحياة و ضيقاتها تلهيك عن الواجب المقدس نحو نفسك و نحو الكنيسة و نحو المخدومين. لا تلتمس الأعذار لتبرر تقصيرك فى الخدمة و ربح النفوس واضعاً المسببات و العراقيل و مدعياً انك مشغول و أن مسئوليات الحياة تمنعك عن الخدمة.
 
إن نحميا كان يشغل وظيفة ساقى الملك وهو مركز رفيع يعادل مركز وزير و لم يسمح نحميا لعمله أن يشغله عن الله و الخدمة. و لم يستخدم مركزه الرفيع فى خدمة مصلحته الشخصية بل استخدمه فى خدمة الرب. و لم يصب نحميا بالغرور و لم ينغمس فى الشرور الموجودة فى القصر الملكى.
 
عزيزى الخادم:
أنت بلا عذر مهما كثرت آلامك و ضيقاتك الشخصية و مهما زادت ارتباطاتك و مشغولياتك فى الحياة. فلابد أن تعطى الخدمة حقها و فى حقل الخدمة و فى أحضان رب الخدمة ستزول من امامك كل مصاعب الحياة و متاعبها. أننا لا يمكن ان نلتمس الأعذار لعدم تمكننا من أن نحيا الحياة الروحية الممجدة لله و أن نخدم إلهنا بسبب الوسط الشرير أو مكان العمل الذى نعيش فيه.
 
من كتاب صرخة خادم لراهب من جبل أنطونيوس