بــــراهيـــن القيـــامـــة: أولاً القيامة الفريدة
مقدمةقيامة المسيح حادثة تاريخية محددة، حدثت في زمن معيَّن وفي مكان محدَّد ، لها معنى لاهوتياً أن قبر المسيح وُجد فارغاً ، أنها غير طبيعية ولكنها حقيقة تاريخية صادقة مؤكدة وهي حافز قوي على الإيمان بالمسيح مخلّصنا..
نعلم أن قيامه المسيح كانت معروفة لكل يهودي في إسرائيل، وقد تحدث عنها الجميع في أنحاء العالم الروماني لمدة ثلاثين عاماً! ، فقيامه المسيح لم تكن سرية!
"لأن هذا لم يفعل في زاوية" (أعمال الرسل 26: 26)القيامة أهم الحقائق الإيمانية في المسيحية، فهي الختم الأخير والصادق لكل الحقائق السابقة عليها. ولا عجب فقد حاول أعداء المسيح دحض حقيقة قيامته! وحتى الآن فشلوا جميعاً في ذلك لأنه توجد براهين كثيرة تؤكد حقيقة القيامة منها :
أولاً القيامة الفريدة
حقًا... إنها قيامة فريدة قيامة الرب يسوع من بين الأموات. فهي قد حدثت مرة واحدة ، ولم تحدث قبل ذلك ، ولن تحدث بعد ذلك، ولن تحدث إلى الأبد ، لأن قيامة الرب اتسمت بسمات ثلاث فريدة، حيث أن الرب:
1. قام ولم يمت ولن يموت:لأن كل الذين سمح الله بقيامته و قاموا من بين الأموات ، في كل العهود، تسلط عليهم الموت بعد أن عادوا إلى الحياة، وتمكن منهم، وأماتهم مرة أخرى. إلا أن الرب يسوع، الذي بعد أن قام ظل يظهر لتلاميذه أربعين يوما، ثم صعد إلى السموات أمام أعينهم، ليبقى حيا إلى أبد الآبدين. وهذا ما أعلنه لنا معلمنا يوحنا اللاهوتي، حين التقى بالرب في رؤياه، وسمع منه هذه الكلمات:
"أنا هو الأول والآخر، والحي وكنت ميًتا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين" ( رؤ 1 : 18 – 17 )2. قام بقدرته الذاتية:وهذا فرق آخر واضح جداً بين كل من أقيموا من بين الأموات، وبين الرب الذي أقام نفسه.
أولئك كلهم قاموا بقدرة خارجة عنهم بقدرة الله التي تعمل في قديسيه، لمجد اسمه، بصلوات قديس، أو ضراعة صديق، ولأهداف روحية معينة
لقد أقام إيليا إبن أرملة صرفة صيدا (1مل 17 : 21 - 22) ، و أقام أليشع النبي ، ابن الشونمية متمددا عليه ومصليا لله ( 2 مل 4: 34 ) ، بل إن عظامه أقامت ميًتا حين تلامس جسده معها ( 2مل 13: 21)،
وفي العهد الجديد، أقام بطرس طابيثا بصيحة مؤمنة "يا طابيثا قومي" (أع 9 : 40 ) ، و بولس أقام أفتيخس بأن عانقه واحتضنه (أع 9 : 12). إلا أنه سمح لهم بالقيامة ثم تركهم للموت مرة آخرى، حبا منه حتى لا يظلوا أحياء بجسد الخطية، بل لابد من أن يشتركوا في القيامة العامة، ويأخذوا الجسد النوراني الممجد الذي لا يموت.
أما الرب يسوع فقام بسلطانه الذاتي، سلطان لاهوته المتحد بناسوته المسجى في القبر. و كما نقول في القسمة السريانية : "وانفصلت نفسه عن جسده "، إلا أن لاهوته لم ينفصل قط، لا من نفسه ولا من جسده".
نعم، فاللاهوت لا يموت، وهو غير محدود، وحين انفصلت نفس المسيح الإنسانية من جسده الإنساني مات الناسوت، ولكن اللاهوت غير المحدود والموجود في كل مكان، ظل متحدا بنفسه التي نزلت إلى الجحيم لتطلق المسبيين، وبجسده المسجى في قبر جديد ، وفي اللحظة المعينة، استطاع اللاهوت أن يضم النفس إلى الجسد بعد أن أتمت مهمة إطلاق الأسرى، وبعد أن أتم الجسد مهمة سفك الدم لغفران الخطايا.
3. قام بجسد ممجد:وهذا فرق ثالث خطير يجعل قيامة الرب فريدة في نوعها، فكل الذين قاموا غير السيد المسيح ، قاموا بأجساد عادية قابلة للموت، وحتى للخطية.
أما الرب يسوع فقام بجسد ممجد ، روحاني ونوراني في طبيعته، لا يتسلل إليه المرض، ولا يطاوله الموت، لا تدخل إليه الخطية، ولا تقترب منه عوامل الفناء. إنه جسد حقيقي، ولكنه اكتسب خصائص روحانية ونورانية جديدة، كيف لا... وهو الجسد الذي صعد به إلى السماء، ليسكن في عالم الروح والنور إلى الأبد؟!
الجسد الذي لا يخضع لمقاييس الحس – ، وينتقل في خفة ويسر رغم أنف الجاذبية الأرضية والمكان والزمان، يدخل والأبواب مغلقة. إنه الجسد الذي يحيا بلا طعام، ولا يجسر الشيطان أن يقترب إليه.
نعم... قام المسيح، والمسيح أقام نفسه بنفسه... هو الله الظاهر في الجسد لفدائنا وتعليمنا.
مباركة قيامة الرب...ومبارك رب القيامة... ومباركة كل نفس اتحدت به، لتحيا له ومعه،إلى أبد الآبدين.