براهين القيامة : ثانياً التحول الرسولي "نار الكرازة المقدسة"
من أقوى براهين القيامة، ذلك التحول الفذ، الذي حدث في حياة الرسل، إنه حقًا أمر عجيب!
كيف أن الذين قبعوا خلف أبواب مغلقة، في خوف ورعب من اليهود، صاروا شجعاناً لأنهم عرفوا أن يسوع حي انطلقوا فجأة يعلنون بشرى الخلاص لكل الأمم لأنهم يتكلمون بما نظروا وسمعوا.
" لاننا نحن لا يمكننا ان لا نتكلم بما راينا و سمعنا " (اع 4 : 20) كيف تحولوا في لحظات من الحزن إلى الفرح، ومن الضعف إلى القوة، ومن الخوف إلى الشجاعة، ومن اليأس إلى الثقة؟!
كيف استطاع هذا النفر من البسطاء أن "يفتنوا المسكونة " ( اع 17 : 6 ) بأسرها دون سند بشرى، ودون حرب ضروس، ودون مادة أو علم؟!
آمن التلاميذ(بالقيامة) وعن طريقهم آمن كثيرون في أورشليم وفي اليهودية والسامره . " فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة "(اع 8 : 4)
فلينضم المؤمنون وليرتفع البناء فوق الأساس "فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساساً أخر غير الذي وضع الذي هو يسوع المسيح" ( 1كورنثوس11:3 ) .
"حيث " كان لجمهور الذين امنوا قلب واحد و نفس واحدة " (اع32:4)
إنه يقين القيامة، ورؤية الرب الظافر! فهم أمام معجزة المعجزات، يسوع قال لهم إنه سيقوم، ولكن هل حقًا سيقوم؟! لقد انتظر الرسل في رعب شديد أخبار القبر الفارغ، والكفن المنظم، والملائكة، والزلزلة، والحجر المدحرج، والحراس المرتعبين من هول المفاجأة وقوة الأسد الظافر...
وهكذا انتشرت المسيحية بسرعة في كل العالم المعروف آنذاك، وسرت فيه سريان النار في الهشيم، وتبدلت الوثنية الضاربة في أعماقه إلى مسيحية تنشر الحب والحق والنور. الحقيقة إذن ليست أن "المسيح قام" وحسب، بل أن "المسيح حي" إلى الأبد. فلقد ترك المسيح القبر فارغًا لا ليصعد إلى السموات وينفصل عنا، بل ليسكن في أحشائنا ويحيي موتها. المسيح الآن حي، حاضر، وفعال. إنه رفيق الطريق، وزميل الموقف، وأنيس النفس ومخلصها.
وهل هناك دليل أقوى من هذا: أن يتحول نفر قليل من الصيادين إلى جيش قادر قهار، يقتحم القلوب والأذهان في حب سخي، يصل إلى حد الموت؟!
نعم فيسوع هو الحب! والحب لا يقهر! الحب لا يقبر! الحب لا يموت! وهل حدث يوما أن مات حب؟!