ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ
ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎﻡ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺗﻰ ﻭﻗﺖ ﻟﻢ
ﻳﻌﺪ ﻳﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ
ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﻢ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀً ﺑﺎﺭﺩ ﺟﺪﺍً، ﻓﻮﺟﺪ
ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﺟﺎﻟﺴﺎً
ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﺭ ﻣﺪﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻄﺐ.
ﻓﻮﺭﺍ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺳﺒﺐ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ، ﻓﺮّﺣﺐ
ﺑﻪً،
ﻭﺃﺟﻠﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻳﻜﺔ ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻓﺌﺔ.
ﺟﻠﺲ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺑﺈﺭﺗﻴﺎﺡ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻘﻲ ﺻﺎﻣﺘﺎً. ﻭﻓﻲ
ﺻﻤﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ ﺗﺮﺍﻗﺺ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻬﺐ
ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻓﺌﺔ.
ﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻟﻤﻠﻘﻂ ﻭﺃﺑﻌﺪ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﻟﺤﻄﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﻄﺒﺎﺕ
ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ، ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺪﻓﺌﺔ
ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﻳﻜﺘﻪ، ﻭﺑﻘﻲ ﺻﺎﻣﺘﺎً.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻼﺣﻆ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ
ﻳﺘﻠﻔّﻆ ﺑﻜﻠﻤﺔ، ﺑﻘﻲ ﺻﺎﻣﺘﺎ ﺃﻳﻀﺎ.
ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺑﺪﺃﺕ ﺷﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻄﺒﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺭﻓﺎﻗﻬﺎ ﺗﻀﻌﻒ ﻭﺧﻒ
ﺗﻮﻫﺠّﻬﺎ ﻭﺧﻤﺪﺕ ﻭﺑﺪﺕ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺇﻧﻄﻔﺄﺕ.
ﻭﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺑﻘﻲ ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ.
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻭﺗﻬﻴﺄ ﻟﻠﻤﻐﺎﺩﺭﺓ.
ﻭﻗﻒ ﺑﺒﻂﺀ، ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺤﻄﺒﺔ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻭﺃﻋﺎﺩﻫﺎ
ﺇﻟﻰ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺪﻓﺌﺔ. ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺗﺘﻮﻫﺞ، ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻠﻬﺐ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻋﺘﻘﺪ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻓﻀﻞ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻫﻮ
ﻳﻐﺎﺩﺭ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ:
ﻟﻘﺪ ﻓﻬﻤﺖ،ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻳﺎ ﺃﺑﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻈﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺭﻳّﺔ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ،
ﺳﻮﻑ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻷﺣﺪ.
ﻣﻦ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻘﻠﺒﻪ،
ﻭﻳﻨﻄﻔﺊ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ