ميرولا نائب المدير العام
عدد المساهمات : 1057 نقاط : 2441 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/02/2014
| موضوع: قالوا عن الأنبا يوأنس أسقف الغربية فى يوم نياحته الأربعاء مايو 14, 2014 12:37 am | |
| قالوا عن الأنبا يوأنس أسقف الغربية فى يوم نياحته
قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية فى الحقيقة يا أخوتى وأبنائى الأحباء حينما أقف فى هذه المناسبة إنما أتذكر شريطا طويلا من الذكريات بينى وبين الأنبا يوأنس ، الذى جمعتنى بة صداقة منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما. وفى الواقع جمعتنا أشياء مشتركة : لقد ولدنا فى سنة واحدة ودخلنا جامعة واحدة وكلية واحدة وقسما واحدا تخرجنا منه ، وعشنا فى الخدمة معا. التقينا فى أماكن متعددة، كنا نخدم فى معا فى بيت مدارس الأحد فى روض الفرج. وكان معى أيضا فى كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا، وترهبنا فى دير وحد بعد سنة من رهبنتى جاء لكى يزورنى فى الدير، فبقى فية وترهبن أيضا فى نقس الدير، بل اشتركنا فى إسم واحد لأن إسمه الرهبانى كان الراهب شنوده السريانى. وعشنا معا حياة طويلة، وحينما أخترت أسقفا للكلية الأكليريكية كان هو معى أيضا يخدم فى الكلية الأكليريكية مشرفا روحيا للطلبة، وكنا نصلى فى كنيسة واحدة هى كنيسة الأنبا رويس، وعشنا فى زمالة طويلة وفى حبة عميقة. وكانت كتبة التى يؤلفها يقدمها لكى اراجعها وأقدمها له. وحينما تم اختيارى للبطريركية كان هو أول أسقف وضعت علية اليد، ورسمتة فى حياتى كبطريرك، وكان زميلة فى الرسامة نيافة الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة ومطروح. وكنت أثق به كثيرا، وكانت مواهبة أكثر من إحتمال صحته. أتذكر أننى حينما سافرت إلى روسيا ورومانيا وأرمينيا وبلاد الشرق الأوسط سنة 1972 كلفتة بأن يهتم بالكنيسة فى غيابى، فكان هو نائبا عنى فى الكرازة المرقسية. واخترتة ايضا لكى يكون سكرتيرا للمجمع المقدس من سنة 1972 وبقى حوالى إثنتى عشر عاما فى هذه المسئولية. وكان أيضا يساعدنى فى القاهرة، فكان رئيسا للمجلس الإكليريكى فيها. كان بينىوبينة محبة كبيرة لا يعبر عنها، وأتذكر حينما ناء قلبة عن إحتمال الجهد الكبير الذى يبذلة سواء فى الوعظ أو التأليف أو الرعاية، أرسلت معة بطاقة خاصة إلى الأستاذ الدكتور مجدى يعقوب ، حيث أجرى له عملية ثلاثية غير بها ثلاثة شرايين فى القلب. وعاد وهو مطمئن ، ولكن قلبه لم يعد يحتمل كما كان من قبل، لم يعد يحتمل الجهد الكبير الذى يبذلاه ، وجاء وقت من الأوقات رقد فية هذا القلب واستراح من أعباء هذه الدنيا. الإنسان الذى يحيا فى العالم وسط ضيقات الدنيا ومتاعبها، إنما يستريح فى الموت، لذلك نقول نيح الله نفس فلان أى أراحها كلمة سريانية بمعنى الراحة. وفى الواقع إن الحياة على الأرض هى غربة. غربة لكل إنسان يسعى فيها فى طريقة إلى الوطن السمائى عند الله، فليست لنا ههنا مدينة باقية، نحن غرباء على الأرض ونزلاء مثل جميع اَبائنا كما قال داود النبى. داود النبى قال أيضا للرب فىأحد مزاميرة "عرفنى يا رب نهايتى ومقدار أيامى كم هى لأعلم كيف أنا زائل" وقال الكتاب "الأنسان حياتة مثل بخار يظهر قليلا ثم يضمحل" وقال "الإنسان مثل العشب أيامة كزهر الحقل كذلك يزهر لأن ريحها تعب علية فلا يكون ولا يعرف موضعة بعد" الذى يعرف فناء الحياة الدنيا يهتم بالاَخرة أكثر وأكثر ، ويضع أمام عينية فى كل خطوة يخطوها الأبدية التى ينتهى إليها، حيث يترك الإنسان كل ما له. يترك الوظائف يترك الألقاب يترك المسئوليات، يترك كل شئ ولا يمضى معه سوى شئ واحد هو أعمالة على الأرض. تقف روح الإنسان أمام الله وتقف معها جميع الأعمال الت عملها الإنسان على الأرض. وطوبى لمن عاش على الأرض حياتة كلها يستعد لتلك الساعة ويقدم أعمالا تشفع فى ذلك اليوم. ونحن نشكر الله أن نيافة الأنبا يوأنس عمل على قدر ما يستطيع بل وفوق ما يستطيع فوق احتمال هذا القلب الجسدى. كان يعظ باستمرار وكان يؤلف العديد من الكتب فى نواح متعددة فى التاريخ وفى الروحيات وفى العقيدة. وكان يعظ باستمرار وكان يفتقد شعبه. وكان إنسانا لطيفا مرحا يستطيع أن يعيش ببساطة مع الناس. وكان قويا فى عاطفته. كانت له مواهب كثيرة افتقدناها الاَن. يمضى ويترك وراءه فراغا كبيرا ليس من السهل أن يوجد من يملأه. ليس من السهل على الكنيسة أن تعد راهبا لخدمة الكهنوت وللمسئولية ولعمل الأسقفية ، وحتى أى أسقف لا يمكن أن تكون له الخبرة الطويلة التى مر بها إنسان خدم كثيرا من قبل. نحن نودعه إلى العالم الاَخر الباقى ونذكر جميعا أن الموت ليس هو نهاية حياة. الموت هو بداية لحياة لا تنتهى ، لأننا نؤمن بخلود النفس ونؤمن أن الأنسان عندما يموت فإن الجسد فقط ينحل وتبقى روحة فى ديمومة وفى خلود أمام الله. وكثير من القديسين كانوا يشتهون الموت لآنة ينقلهم إلى حياة أفضل وينقلهم إلى عشرة الله والملائكة والقديسين، ينقلهم إلى أحضان الاَباء الرسل والأنبياء. ينقلهم إلى ذلك الموضع الذى هرب من الحزن والكاَبة والتنهد هناك فى العالم الاَخر. ولذلك قال كثير من الاَباء "إن الموت هو جسر ذهبى بين حياة وحياة" وقال أحد الاَباء "إن مخافة الموت ترعب قلب الرجل الجاهل أما الرجل البار فيشتهى الموت كما تشتهى الحياة". ولذلك نسمع القديس بولس يقول "لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذاك أفضل جدا". ونسمع أيضا سمعان الشيخ يقول " الاَن يا رب تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عينى قد أبضرتا خلاصك". من الذى يخاف الموت ؟ ولماذا ؟ يخاف الموت الشخص الذى لم يستعد له، الشخص الذى لم يختزن أعمالا صالحة تشفع فيه فى ذلك اليوم. أما الأنسان الذى يعيش فى توبة، وفى بر وفى حب للناس، فإنه لا يخاف الموت. الشخص الذى يحيا فى الإيمان لا يخاف الموت. الشخص الذى يؤمن بالحياة الأخرى ويعمل لها طوال أيامة على الأرض لا يمكن أن يخاف الموت. الناس لا يخافون الموت بقدر ما يخافون ما بعد الموت ، والذى يكون مستعدا لما بعد الموت لا يمكن أن يخاف الموت ، حينما يموت الإنسان يتخلص من جميع أوجاعه ومن جميع أمراضه ومن جميع أتعابة ومن جميع ضيقاته، ويذهب ليلتقى بالأرواح البارة الأخرى فى العالم الاَخر. فليط الرب نياحا لنفس الأنبا يوأنس وليذكر له كل عمل بار قد قام به؟، يذكر له كل عظة ألقاها، وكل كلمة طيبة قالها لإنسان ، وكل تعب تعبه من أجل خدمة الرب. ونحن حينما تذهب نفس عنا، نقول لهذه النفس إذ نودعها : الله يعيننا كما أعانك اذهب بسلام. إننى أعزيكم جميعا. أعزى هذه القلوب الكثيرة التى تحب أسقفها ولا تنسى تعبة من أجلها. بل أعزى أيضا إخواتى المسلمين الذين يحبون الأنبا يوأنس، والذين عاشوا معه فى مودة طول مدة خدمته خلال ستة عشر عاما. أشكركم جميعا وأرجو لكم من الرب عزاء ولإلهنا المجد إلى الأبد اَمين.
[ltr] نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية رحل حبيبنا نيافة الأنبا يوأنس بعد حياة حافلة بإعلان حبه للرب ولكنيسته وظهر ثمرها فى محبته لأبنائه الذين عاصروه أو عاشوا معه ولعله أحد الأعمدة فى كنيستنا المعاصرة الذين أفتقد الرب بهم كنيسته فى هذه الأيام حيث أتت أيام كانت فيها كلمة الرب عزيزة . وعمل الرب بروحه فى كنيسته فاخرج منها أبناء آمنوا بروح التلمذة وبعمق أرثوذكسيتم ، ومن منطلق إحساسهم بالمسئولية وزهدهم فى العالم كرسوا حياتهم للرب وكان حبيبنا الأنبا يوأنس عمودا فى كنيسته لقد آمن بحياة التلمذة فأدرك بصدق أنه لكى يكون للرب تلميذا ينبغى أن يحمل صليبه ويتبعه ، وكان بصدق حاملا للصليب فى صمت وتبعه أينما ذهب . لقد كان رجل أوجاع ومختبر الحزن... وفى جميعها لا يصيح ولا يسمع أحد صوته . لقد تبعه ليس فقط عند قبره وهو قائم فى مجده ولكن أيضا فى جثيمانى عند الجلجثة لقد تبعه أينما مضى ... لقد آمن بالتلمذة فتتلمذ على الكتاب المقدس فنرى مؤلفاته وكلماته غنية بالشواهد الكتابية . لقد تتلمذ على الأباء وفكرهم وتتلمذ على أيدى قيادات معاصره وعاش من خلالهم جميعا ، له فكر المسيح . وأدرك أهمية التلمذة فتتلمذ على يديه الكثير من أبناء جيلنا سواء على شخصه أو مؤلفاته ... فى شبابه أو أثناء رهبنته أو أسقفيته ولقد أدرك ما فى الكنيسة الأرثوذكسية من تراث لذلك أحب هذا التراث وعاشه وتذوقه وقدمه لجيله ، لقد رأيناه فى تعاليمه أرثوذكسيا أمينا . ولقد أحب كل ما فى الكنيسة : طقوسها ، وألحانها ، وعقائدها وقديسيها ، وكان له صداقه حميمة مع القديسين. وكم كانت فرحته عندما بركة آخر زيارة له فى دمنهور فى مناسبة إيداع رفات القديس أوغسطينوس بكاتدرائية السيدة العذراء والقديس أثناسيوس ( فى أغسطس1987 ) . كانت فرحته كبيرة لأنه يصادق القديسين ويقتدى بهم . . وقد قدم لنا سيرا لقديسين كثيرين فى أسلوب شيق وعوض أمين يدرك من خلاله كل محب لطريق التوبة أنه بنعمة الرب يمكن أن ينال ما ناله الأباء السابقون لقد أحس حبيبنا الأنبا يوأنس بالمسئولية نحو الكنيسة فنراه فى كل حياته يدرك عظم المسئولية إذ الضرورة موضوعة عليه . كنا نراه دائما كما لو كان قلبه يلهج بعبارة: "هأنذا أرسلنى" (أش6 : وكما لو كان وعد الرب عنه: " قبلما صورتك فى البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك " (أر 1 :5) . لقد أحس بالمسئولية فبدأ يضع يده على المحراث ولم ينظر يوما إلى الوراء ، فبدأ يخدم من شبابه المبكر . وكان مع أخوته الخدام مدركين لأهمية المخدع فى خدمتهم وحياة التوبة من خلالها يعلنون حبهم للرب . عاشوا فى الكنيسة ووسائط نعمتها وكانوا قدوة لكل الذين حولهم . لذلك كان لخدمتهم ثمر كبير نراه جميعا الان . ومن خلال إحساسه بالمسئولية رأى أنه ينبغى أن يكرس كل وقته للرب فزهد فى العالم وكل مافية وذهب ليكرس كل وقته للرب. فذهب إلى البرية لكى ما يحيا حياة الهدوء تحت قدمى الرب . وعندما اختارته النعمة الإلهية بدأ يخدم فى ميادين مختلفة . . سواء فى الإكليريكية ، والبطريركية ، والمؤتمرات المسكونية وفى الخدمات الروحية بايبارشيات مختلفة . ولا أنسى عندما ذهبت للخدمة بالسودان كان قد سبقنى إلى هناك الأب القمص شنوده السريانى (نيافة الأنبا يوأنس ) وأمضى شهرا أو يزيد ترك فيه أثرا كبيرا لا يزال ظاهرا حتى الآن صنع كل هذا ولم يكن يمنعه مخاوف الطريق أو مرض الجسد أو صعوبات أيا كانت وعندما أختار الرب أبانا الحبيب قداسة البابا شنوده الثالث ليكون خليفة مارمرقس كان أول من يختاره ليضع علية اليد المباركة ليقام أسقفا هو حبيبنا الراحل وأن كنت أنا غير مستحق أخا صغيرا له لكنى حسبت هذه بركة لى) فكان لنيافته ثقة كبيرة ومحبة عميقة فى قلب قداسة البابا) لذلك كان جديرا بأن يكون بكرا له وجديرا بهذه الموهبة، فرأيناه أبا ومعلما ومرشدا وبناء حكيما صنع فى سنوات قليلة ما لم يصنع فى قرون كثيرة يعوزنى الوقت لكى أتحدث عن قصص محبته وغيرته وأمانته للمحافظة على إيمان الكنيسة وسلامها، ومحافظته على أبنائه لكى لا تخطفهم أيدى غريبة من حضن الكنيسة المبارك لذلك إن كان قد عاش أمينا فقد وجد أمينا على القليل لذلك أقيم على الكثير ودعى الأن لكى يدخل إلى فرح سيده وبقى لنا أن نسعى لعلنا ندرك ما يريدنا الرب أن ندركه ، لكى نتمتع بشركته وآبائنا القديسين فى المجد نعم رحلت عنا يا أبانا بالجسد ولكن لم ترحل من قلوبنا.. لن تكون جالسا على كرسى وسطنا، ولكن سوف تجلس بمحبتك وقدوتك فى قلوبنا إننا أحببناك كما أحببتنا لذلك نودعك إلى حضن حبيبنا السماوى جميعا. صلى لأجلنا إلى أن نلتقى فى حضن الرب[/ltr] | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 1668 نقاط : 4363 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/01/2012 العمر : 52
| موضوع: رد: قالوا عن الأنبا يوأنس أسقف الغربية فى يوم نياحته الأربعاء مايو 14, 2014 9:34 am | |
| معلومات جديدة ربنا يباركك | |
|