اليوم " 10 كيهك " عيد نياحة بابا نويل
بابا نويل شخصيّة حقيقة، فهو القديس نيقولاوس أسقف ميرا جنوب تركيا، ويُعد من أشهر الشخصيَّات التي تتردد على الألسنة في احتفالات الكريسماس وعيد الميلاد، وتعترف كنيستنا بقداسته، وتحتفل بعيد نياحته في اليوم العاشر من شهر كيهك.
معنى الكلمة
أما كلمة نويل Noël فهى فرنسية ومعناها عيد الميلاد ثمَّ أُضيف إليها بابا فأصبحت تعنى بابا الميلاد، ولما أخذ المهاجرون الأمريكان جزء من رفاته وذهبوا إلى أمريكا تحرفت الكلمة من سانت نيقولاوس إلى سانتا كلوز سانتا كلوزSanta Claus
النشأة والميلاد
كان في مدينة ميرا Myra وهى بلدة قديمة في ليسيا، في منطقة معروفة الآن باسم دمرة، بمحافظة أنطاليا في تركيا، رجل اسمه إبيفانيوس واسم زوجته تونة، وقد جمعا إلى الغنى الوافر الكثير من مخافة الله ومحبَّته، ولم يكن لهما ولد حتى شاخا، لكنَّ الله تحنن عليهما ورزقهما طفلاً جميلاً ملأ قلبيهما فرحاً وعزاءً.
الرتب الكنسية
امتلأ نيقولاوس بالنعمة الإلهيِّة منذ طفولته، وتعلّم منذ حداثته علوم الكنيسة، فرُسمَ شماساً، ثم ترهّب في ديرٍ كان ابن عمَّه رئيساً لرهبانه، فعاش عيشة النسك والجهاد والفضيلة، حتى رُسمَ قساً وهو في التاسعة عشرة من عمره، وقد أعطاه الله موهبة عمل الآيات وشفاء المرضي.
وحدث لمَّا تنيح أسقف ميرا، أن ظهر ملاك الرب في حلم لرئيس الأساقفة وأعلمه بأن المختار لهذه الرتبة هو نيقولاوس، لمحبته وكثرة فضائله، ولمَّا استيقظ أخبر الأساقفة بما رأى فصدَّقوا الرؤيا، وعلموا أنَّها من السيِّد المسيح، وقد كان! وصار نيقولاوس أسقفاً على ميرا.
أعمال الرحمة
كان القديس نيقولاوس قد ورث عن والده مبلعاً من المال، وكان رجل غني بمدينة ميرا، فقد ثروته ولم يعد يملك قوته اليوميّ، وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لسوء حالته فوسوس له الشيطان إن يوجههن للعمل في أعمال مهينة، ولكنَّ الرب كشف للقدِّيس نيقولاوس ما اعتزمه الرجل، فاخذ مائة دينار ووضعها في كيس، وتسلّل ليلاً دون أن يشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل وفرحته عظيمة عندما وجد الكيس، فزوّج بهذا المال ابنته الكبرى.
وفي ليلة أُخرى كرّر القدِّيس عمله وألقي بكيس ثانٍ من نافذة المنزل، واستطاع الرجل أن يزوّج ابنتة الثانية، وفي المرة الثالثة ما أن شعر الرجل بسقوط الكيس، حتى أسرع خارج المنزل ليري من الذي ألقاه، فعرف أنَّه القديس نيقولاوس، فخر عند قدميه وشكره كثيراً، لأنَّه أنقذ فتياته من من الضياع، أمَّا هو فأمرهم أن يشكروا الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه
سجنه
ولما قبض ديقلديانوس على جماعة من المؤمنين وكان القديس نيقولاوس يُعتَبر رئيس المسيحيين في المدينة وكان يعظ ويعلم الشعب عن حقائق الإيمان بكل شجاعة، قبض عليه الوالي هو أيضًا وعذبه كثيرًا عدة سنين، وكان السيد المسيح يخرجه من العذاب سالمًا ليكون غصنًا كبيرًا في شجرة الإيمان. ولما ضجر منه دقلديانوس ألقاه في السجن، فكان وهو في السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم. ولم يزل في السجن إلى أن مات دقلديانوس.
وحين مَلَك الإمبراطور قسطنطين البار أطلق سراح المسجونين ومن بينهم القديس نيقولاوس الذي عاد إلى كرسيه في ميرا
نياحته وشهرته
ولما أكمل القدِّيس نيقولاوس أيامه، انتقل إلى الرب ودفن فى ميرا،، وكانت أيام حياته تقترب من الثمانين سنة، منها حوالى أربعين سنة أسقفاً، وبعد نياحته انتشرت سيرته العطرة في كل مكان، وكان المؤمنون يتبادلون الهدايا فى عيد الميلاد على اسمه، وبدأت الحقيقة تختلط بالأسطورة، وظن البعض أنَّ موطنه السويد، وآخرون قالوا: فنلندا..
وفي عام 1823م كتب الشاعر الأمريكي كلارك موريس قصيدة بعنوان " الليلة التي قبل عيد الميلاد "، فعرف الناس بابا نويل أكثر.
لبس بابا نويل
في عام 1881، قام الرسَّام الأمريكي توماس نيست في جريدة هاربرس برسمٍ بابا نويل ببدلته الحمراء الجميلة وذقنه البيضاء الطويلة وحذائه الأسود اللامع! ومن وقتها انتشر بابا نويل في ثوبه الجديد وصار من اشهر الشخصيَّات، التي يحبها الأطفال في كل أنحاء العالم..
ومع تغيُّر المكان تخلى (سانتا كلوز)، عن حماره الذي كان يحمل عليه الهدايا والألعاب ليمتطي زحافة على الجليد يجرها ثمانية غزلان يطلق عليها حيوان (الرنّة) ذو الشكل المميز