أنت تعلم كل ما في قلبي !
وتعلم ما كان فيه وما سيكون!
هز رأسه مؤكداً وسألني : كم مرة في عمرك أحسست بالسلام؟!
كيف أجيبك وأنا أشعر بالسلام في كل حديث يدور معك!
ومضي السكوت بيننا للحظة..
فدمعت عيني دمعة بلا إرادة ! مد يده ومسحها من على وجنتيا..
فنظرت إليه عيني .. لتكلمه.. لتبوح له عن ما لا يقدر أن ينطقه اللسان..
انتظرته حتى يعاتبني..أما هو فلم يفتح فاه!! أي حب مثل حبه!
كانت عيناه تتكلم .. وعيناه السماء!
إنه يعي كل ما يدور في الأرض! إنه يعلم ما يبحث عنه كل إنسان!
إنه يعلم كل شيء .. كل شيء!
فنظرت نفسي .. فرأيته يعفو عني في شجن و ابتسام !
أنهكت .. والروح تنسحق! وكاد القلب أن يتوقف! فأمسكته ..
قلت له : أنت أبي ..أليس كذلك! علمت ذلك لأنك من تراعني كل هذه السنين!
أنت أبي فلا ترحل عني ..!
دمعت عيناه .. و يكي على ُ..!
دمعت عيني .. و لكنى سكت..!
سار الموت مني إليه .. وسارت فيّ حركة الحياة منه إلىّ!
سألني : ما الذي يبكيك؟
قلت له : ومَن سوى نفسي! ومَن سواك أدركني ويدر كني؟
سألني : وأنت عن مَن تبحث؟
قلت له : مَن يملك قلبي ! مَن يملك نفسي !! مَن يملك بزمام كل أمور الحياة!!
رد و قال : أنا.. أنا من أحببتك قبل أن تأتي إلى الحياة! أنا من صنعتك بيداي !
قلت له : إذن فلماذا لم أجد ما كنت أبحث عنه! فكم بحثت عنه في الآخرين في اقتفاء آثار الأشياء وما وجدته
وأفقت على سماع نبضات قلب كان قلبه!
أفقت مستنداً على صدرٍ هو صدره!
أفقت و ماذا عن تلك المرات التاليات!
سألني : والعمر....!
أجبته : العمر لك يا رب .. وأنت تكفي..!
سألني : وما مضي منه...!
فكرت ملياً وأجبت: كيف تسألني .. وأنا ليس لي رجاء إلا في انتظارك! لقد تركت كل الأهل ! كل الأحباء ! لقد تركت كل ما لي هنا في الأرض! تركت كل هذا كي أبقى معك فلا تتركنى و أبقني معك حتى الممات