إستشهاد القديس إيلياس الإهناسى
فى مثل هذا اليوم أيضا إستشهد القديس العظيم إيلياس الإهناسي نشأ هذا القديس في قرية قرب إهناس وكان يعمل فلاحا في بساتين الأمير كلكيانوس والي إهناسيا الوثني وكان شابا تقيا محبا لله وله خال يدعي أنبا يعقوب متوحد بالصحراء القريبة من إهناسيا . فكان يذهب اليه إيلياس كثيرا يتعلم منه العبادة والنسك وكان خاله يوصيه أن يحفظ نفسه بالطهارة قائلا أن الطهارة تجعلنا نتشبه بالملائكة الروحانيين فنما في الفضيلة وسكنت فيه مخافة الله وكان أمينا في كل ما لسيده في حقله وبيته كيوسف الصديق في بيت فوطيفار . فأحبه الأمير وكل أسرته وكان يأتي بالفواكه إلى دار الأمير فتعلقت به ابنه الأمير فصارت تلاحقه تريد أن تسقطه معها في الخطية أما هو فعندما شعر بذلك كان يلقي بالفاكهة دأخل الباب ويهرب كمن يبتعد من النار وكان يذهب ويشتكي لخاله يعقوب فكان يحذره بشدة من الاستماع أو النظر إليها ولما ظلت الفتاة تطارده بشدة ولبساطته مضى وخصي نفسه لينزع عنها كل أمل ومرض بسبب هذا العمل مرضا شديدا ولما علمت الفتاة بذلك اغتاظت جدا وشكته لأبيها قائلة أنه مسيحي ويريد الاعتداء عليها فغضب الأمير واستحضر إيلياس وصار يوبخه ولكنه اثبت براءته . فطلب منه الأمير أن يذبح للأوثان فيعفو عنه فرفض بشدة فصار الأمير يعذبه بعذابات شديدة والرب يخلصه منه . وأخيرا أمر بقطع رأسه ففرح إيلياس وقال هذه هي الساعة التي كنت اطلبها . وطلب من الجنود أن يمهلوه حتى يصلي وبينما هو يصلي ظهر له ملاك الرب قائلا الرب قد قبل طلبتك وهوذا يوليوس الاقفهصي بالقرب منك يكتب سيرتك وهو سيكفن جسدك ويوصله إلى خالك فيحفظه إلى اليوم الذي يريد الرب ظهوره فيه وسيظهر الرب من جسدك آيات وعجائب كثيرة بعد ذلك مد عنقه للجنود فقطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة وتمت أقوال الملاك وبنيت له كنيسة في إهناسيا ووضع جسده فيها وظلت هذه الكنيسة قائمة إلى أوائل القرن الثالث عشر ثم اندثرت . بركة صلواته فلتكن معنا ولربنا المجد دائمًا أبديا آمين .
نياحة القديسة أفروسيني
في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار نياحة القديسة أفروسيني ،
اتسم القرن الرابع بهجرة القلوب المؤمنة إلى البراري لتمارس حياة العشق الإلهي في أبدع صوره ، حيث يرفض المؤمنون لا حياة الترف فحسب بل وكل ما يمكن أن يشغلهم عن التأمل الإلهي . وإذ انطلق الآلاف يمارسون هذه الحياة نجحت بعض الفتيات المشتاقات للحياة النسكية الجادة أن يختفين في زي رجال ويفقدن بالنسك نعومتهن وأنوثتهن ليعشن الحياة القاسية بقلب ملتهب حبًا وعاطفة مقدسة منطلقة في السماويات . من بين هؤلاء القديسات مارينا ، وايلارية ، واثناسيا وأبوليفارس الخ . . . وأيضا أفروسينى Euphrosyne ، التي يلقبها اليونان: "أمنا" .
جاءت أفروسينى ثمرة صلوات أحد الأباء الرهبان القديسين ، إذ التجأ إليه أبوها بفنوتيوس أحد أثرياء الإسكندرية يطلب منه الصلاة ليهبه الله ثمرة مباركة ، وقد استجاب الرب له ، فدعاها والدها "أفروسينى" أي "بهجة" ، إذ جاءت بعد شوق طويل لسنوات .
نشأت هذه الفتاة الجميلة بين والدين تقيين وغنيين في نهاية القرن الرابع ، سخيين جدًا في العطاء ، فالتقطت منهما محبة الله الفائقة حتى اشتهت تكريس حياتها للعبادة .
إذ بلغت أفروسيني الثامنة عشرة من عمرها ، أراد والداها أن يزوجها لشاب تقي وغني ، وعبثًا تضرعت إليه ليتركها وشأنها ، وراح يعد لها العرس .
فجأة اختفت الفتاة ، فصار الأب يبحث عنها في كل مدينة وقرية فلم يجدها .
انطلقت الفتاة إلى أحد الأديرة بعد أن اختفت في زي الرجال ، والتقت بالرئيس الذي رفض في البداية قبولها لما رأى عليها من علامات النعومة والغنى مع الجمال ، لكن تحت إصرارها قبلها تحت التجربة ، حاسبًا إياها شابًا مدللاً لن يحتمل الحياة الرهبانية .
طارت الفتاة من الفرح وأخذت تسلك بحياة نسكية جادة مع عبادة تقوية وسلوك أدهش الجميع .
بعد فترة زار والدها الدير ، فعرفته أفروسينى ولكنها كتمت مشاعرها ، وكانت تلتقي به وترشده في احتمال الآلام بفرح . فوجد فيها تعزيته ، لذا صار يكثر التردد على الدير بسببها وهو لا يعلم أنها ابنته .
عاشت أفروسينى ثماني عشرة سنة كراهب ناسك ، وإذ مرضت وأدركت أن يوم رحيلها حان كشفت أمرها لوالدها الذي انطرح على عنقها وصار يقبلها ، فعزته وشجعته وأنعشت إيمانه ، ثم رقدت بين يديه .
تطوبها كنيسة الروم بهذا النشيد العذب:
"لما صبوتِ إلى نيل الحياة العلوية أهملت النعيم الأدنى بنشاط ونظمتِ ذاتك في سلك الرجال ، يا دائمة الذكر ، فإنك قد ازدريت خطيبك الزمني من أجل المسيح ختنك" .
نعود إلى والدها الذي تأثر بابنته جدًا ، واشتاق أن يلحقها في الحياة المقدسة في الرب مرتفعًا بروح الله القدوس على جبال الفضيلة . . . إذ باع كل ما يملكه ووزعه على الفقراء والتحق بالدير ليقضي عشر سنوات في قلاية إبنته يجاهد بفرح في حياة نسكية جادة .
Butler's Lives of Saints . Jan . 1
الأرشمندريت ميشيل عساف: كتاب السنكسار ، أيلول 25 .صلواتها تكون معنا ، ولربنا المجد دائمًا . آمين .