صفات مميزة للبيت المسيحي الحقيقي.
أولاً البهجة هي صفة مميزة للبيت المسيحي الحقيقي.
من المهم جدًا أن نقول أن البهجة والسعادة ليسا بالضرورة نفس الشيء.. السعادة تُبنى على الظروف المحيطة، أمّا البهجة فهي إحساس داخلي عميق. بكل تأكيد يواجه أي زواج وأي عائلة تجارب وضيقات متنوعة، لكن لا يستطيع شيء أن يسلبنا بهجتنا إذا علمنا أن سلامة حاضرنا ومصير مستقبلنا في يد المسيح وحده.
ثانيًا: البيت المسيحي منظم..
وكما يقول الرسول بولس: "لأن الله ليس إله تشويش بل إله سلام" (1كورنثوس 14: 33). أي أن هذا البيت يحركه قول المؤلف والفيلسوف "هنري ثورو": "البساطة! البساطة! البساطة!" وهذا بالتأكيد لا يعني الفوضى؛ فطغيان العالم وجنونه لابد أن يبقيا خارج المنزل، ولتحقيق ذلك يراجع أفراد العائلة بانتظام كل شيء يُسمح له بالدخول إلى منزلهم، ويسألون أنفسهم: "هل يجب أن يبقى هذا الشيء؟ هل هذا يساعد على بناء عائلتنا؟ هل يشجع هذا على أن يزداد تقديرنا لبعضنا البعض؟
ثالثًا: يتميز بحلول النعمة فيه..
لابد أن يكون مكانًا بإمكاننا أن نخطئ فيه بلا خوف. يحتاج أفراد العائلة إلى بَلَسان النعمة ليداووا به جروح قلوبهم، كما يحتاجون إلى تذكر أن الحب -وليس الكمال- هو الهدف الذي يسعون إليه. هناك ما يكفي في العالم من البغضة، والإدانة، والسخرية، والكلام غير اللائق، والعداء، لكن يجب أن يكون البيت ملاذًا يجد فيه المجروح راحة وتعزية وشفاءً.
رابعًا: البيت المسيحي مكان للخدمة..
فالمناخ العام لهذا البيت يفوح برائحة الوداعة، والاحترام، والتواضع، والحب. وهو مكان يكتشف فيه كل من الزوج والزوجة أن خدمة بعضهما البعض في المسيح تمثل أولوية عظمى، وأن خدمة هؤلاء الذين في العالم الخارجي ترتكز على روح تفضيل الآخر وعدم الأنانية التي تُمارَس داخل البيت، وأن الحياة كلها- بما في ذلك الواجبات اليومية مثل غسل الملابس وتنظيف المنزل - هي واجبات مقدسة نرضي بها الله.
خامسًا: مكانًا تمارس فيه القواعد الروحية.
إنه مكان يوفر مناخًا لكل فرد من العائلة ليتعلم كيف يحيا بكلمة الله، والصلاة، والتأمل في الأسفار الإلهية، والخلوة في محضر الله.
أخيرًا يُبنى على مقاصد الله لحياة كل فرد في العائلة..
إنه مكان تُبنى فيه أهداف العائلة على القيم والمبادىء الإلهية، ولا تتعارض فيه الرؤية العائلة مع خطة الله. إن تشكيل وكتابة "إقرار رسالة العائلة" يمكن أن يمثل نقطة رائعة للبدء في بناء بيت مبني على أساس المسيح بشكل حقيقي، على أن تكون المبادئ الإرشادية المتمثلة في هذه الرسالة مرنة لكن ثابتة. بصفة عامة، لابد أن تعكس هذه المبادىء الإطار الأبدي للعائلة، كما يجب أن تعبِّر عن الرجاء الحي في رؤية المسيح وجهًا لوجه في يوم من الأيام.