علموهم منذ الصغر أن الحب مقدس وهو الحل لكل مشكلنا
إنَّ الحُبْ هو ذلك النجم اللامع، الَّذي يُضيء الطريق أمام كل زورق تائه في الحياة! هو لؤلؤة فريدة ما أن تسطع بين سائر انفعالاتنا البشريَّة المُظلمة كالغيرة والحسد والكراهيّة.. فسرعان ما تُبددهـا! الحُبْ شمس منيرة ما أن تُرسل أشعتها الذهبيَّة حتَّى تَعُمْ الخليقة بنورها ودفئها!
الحُبْ في معناه الساميّ حل، ولكنَّ البعيدين عن التعاليم الروحية صنعوا منه مشكلة بمفاهيمهم الخاطئة، عندما غلَّفوا الحُبْ الطاهر بغلاف الشهوة الدنسة والنفعيّة! فصار الحُبْ مشكلة الإنسان الَّذي عرف أنَّ الله محبّة، ولكنَّه عاجز حتَّى اليوم عن حُبِّه أو حُبْ غيره محبّة صادقة!
والحق إنَّ المسيحيّة غيَّرت مفهوم الحُبْ فلم يعد هوى عنيف، يتَّخذ من الآخر واسطة لتحقيق أمله في السعادة، أو إشباع عواطفه المضطربة! بل اتِّجاهـاً روحانيّاً يسمو بالغـريزة، وينظر للمخلوق البشريّ على أنَّه كائن قد خُلق على صورة الله، ويتَّجه نحو الآخر لا لكي يُدنّسه ويُشوه صورته، وإنَّما ليخدمه ويرعاه ويُسهم في تحقيق سعادته، ويشترك معه في تثبيت دعائم ملكوت الله على الأرض!
إننا نحيا في عصر نرى الإنسان يذبح أخاه بسيفٍ حاد علناً وعلى مرأى من الجميع! وقد عقّد الحياة بِما أدخله عليها من أساليب التنافس والصراع، متفنَّناً في إيذاء غيره أو تحدّيه أو تشويه سمعته أو القضاء عليه! ولا علاج لكل هذا سوى الحُبْ، فهو يُسقط ذلك الحاجز السميك الَّذي يفصل بين البشر، ويُزيل من نفس الإنسان تلك الأنانيّة الَّتي تعزله عن غيره، ويُشعره بأنَّ الهوة العميقة الَّتي كانت تفصل بينه وبين الآخرين قد زالت تماماً! ومعنى هذا:
الراهب كاراس المحرقى